وفاة 4 أطفال أشقاء وإصابة اثنين بحريق مأساوي داخل سكن مسجد في عمان

في حادثة مفجعة هزت المجتمع الأردني، لقي أربعة أطفال أشقاء مصرعهم، بينما أصيب طفلان آخران من نفس العائلة، إثر اندلاع حريق ضخم في أحد مساكن المساجد بمنطقة أبو علندا جنوب شرق العاصمة عمان.

تفاصيل الحريق وأسبابه الأولية

وقعت الحادثة في ساعات الصباح الأولى عندما اندلعت النيران في سكن يقع ضمن الطابق الأرضي التابع لأحد المساجد. السكن كان مخصصًا لعائلة تقيم فيه منذ فترة، ويُعتقد أن الحريق ناتج عن تماس كهربائي، وفقًا للتقارير الأولية التي لم تُؤكد بعد من قبل الجهات الرسمية.

وفاة 4 أطفال أشقاء وإصابة اثنين بحريق مأساوي داخل سكن مسجد في عمان(1)
وفاة 4 أطفال أشقاء وإصابة اثنين بحريق مأساوي داخل سكن مسجد في عمان(1)

 

وبحسب بيان مديرية الأمن العام الأردنية، فإن الحريق أدى إلى وفاة أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، إثر تعرضهم لحروق شديدة. كما أُصيب طفلان آخران من العائلة ذاتها، يبلغان من العمر سنتين وثلاث سنوات، بحالات اختناق حادة نتيجة استنشاق الدخان والغازات السامة المنبعثة من ألسنة اللهب.

استجابة الدفاع المدني وجهود الإنقاذ

سارعت كوادر الدفاع المدني في شرق عمان إلى موقع الحادث، حيث عملت فرق الإطفاء على السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى بقية أجزاء المسجد. في الوقت نفسه، تولت فرق الإسعاف تقديم الرعاية الطبية الأولية للمصابين، وتم نقلهم إلى مستشفى التوتنجي الحكومي ومستشفى البشير، حيث يتلقون العلاج تحت العناية الطبية.

ردود فعل مجتمعية ورسمية

أثارت الحادثة حالة من الحزن العميق بين سكان منطقة أبو علندا، وانهالت عبارات المواساة من المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما دعا عدد من النشطاء إلى فتح تحقيق عاجل في أسباب الحريق، والتأكد من التزام أماكن السكن المتصلة بالمنشآت الدينية بمعايير السلامة العامة.

من جهته، أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، عامر السرطاوي، أن التحقيقات لا تزال جارية للوقوف على ملابسات الحادث بشكل دقيق، وستُعلن النتائج فور توفرها.

دعوات لتعزيز معايير السلامة في أماكن الإقامة العامة

تُسلط هذه الحادثة الأليمة الضوء مجددًا على ضرورة تطبيق معايير السلامة والوقاية من الحرائق، خصوصًا في أماكن الإقامة غير التقليدية مثل مساكن المساجد أو المباني القديمة التي تفتقر إلى أنظمة إنذار وإطفاء فعالة.

ويطالب مختصون في مجال السلامة المدنية بضرورة:

  • تحديث شبكات الكهرباء في المباني القديمة.
  • توفير كاشفات دخان ومطافئ يدوية في أماكن السكن الجماعي.
  • إجراء تفتيش دوري على الأماكن التي يسكنها أطفال أو عائلات كاملة.
  • تدريب السكان على إجراءات الإخلاء الآمن.

مسؤولية جماعية لحماية الأرواح

تذكّرنا هذه المأساة المؤلمة بأهمية العمل الجماعي لتفادي مثل هذه الكوارث. من الواجب على الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والمواطنين التعاون لضمان بيئة آمنة وصحية للأطفال، خاصة في المناطق السكنية ذات الكثافة المرتفعة أو الموارد المحدودة.

حتى كتابة هذه السطور، يخضع الطفلان المصابان للعلاج، وسط دعوات واسعة من المجتمع الأردني بشفائهما العاجل واحتساب الضحايا من الشهداء، في ظل تأكيدات رسمية على المتابعة الحثيثة للحادث وتقديم الدعم الكامل للأسرة المنكوبة