تصاعد العنف في شمال السودان .. هجوم مسيرات جديد يخلف ضحايا ويوسع دائرة المعاناة
شهدت مدينة الدبة شمال السودان فجر الأحد هجومًا عنيفًا بمسيرات حربية أطلقتها قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عشرة آخرين على الأقل، في تصعيد جديد للعنف الذي يشهده السودان منذ أبريل 2023.
تفاصيل الهجوم وتداعياته الأمنية
وفقًا لشهود عيان ومصادر محلية، استهدفت المسيرات مقر اللواء 73 العسكري التابع للجيش السودان، حيث سمع السكان انفجارات عنيفة متتالية فجر الأحد. ويأتي هذا الهجوم كثاني هجوم خلال أقل من 24 ساعة يستهدف المنطقة، مما يثير مخاوف من تصاعد وتيرة العنف في الولاية الشمالية.
من جهتها، أكدت الفرقة 19 مشاة في مروي أن دفاعاتها الأرضية أسقطت عددًا من المسيرات التي حاولت استهداف البنية التحتية العسكرية والمدنية في المنطقة، مشددة على استعدادها الكامل لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.
حظر التجوال وتدابير الطوارئ
ردًا على التصعيد الأمني، أعلن حاكم الولاية الشمالية عابدين عوض الله تعديل ساعات حظر التجوال لتبدأ من العاشرة مساءً حتى الخامسة صباحًا، مع تشديد العقوبات على المخالفين. يأتي هذا القرار في إطار سلسلة إجراءات أمنية تهدف إلى احتواء الأوضاع المتدهورة في المنطقة.
الأزمة الإنسانية في دارفور تصل إلى مستويات كارثية
بينما تتواصل الاشتباكات في شمال السودان، حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي من تدهور الوضع في مخيم زمزم للاجئين بشمال دارفور، حيث يعاني آلاف النازحين من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
وأكدت التقارير الواردة من المنظمات الإغاثية أن أكثر من 70% من سكان الفاشر – عاصمة شمال دارفور – يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة، مع تسجيل حالات وفيات بسبب الجوع والعطش ونقص الرعاية الصحية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
اتهامات متبادلة واستهداف للمدنيين
في سياق متصل، اتهم حزب الأمة القومي – أكبر الأحزاب السياسية في السودان – طرفي الصراع (الجيش وقوات الدعم السريع) بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، بما في ذلك إعدامات ميدانية واعتقالات تعسفية ونهب للممتلكات.
ودعا الحزب في بيان له على فيسبوك إلى “وقف هذه الممارسات فورًا وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الانتهاكات”.
تحذيرات دولية ودعوات لوقف إطلاق النار
أكدت الأمم المتحدة أن الأزمة الإنسانية في السودان تتفاقم يومًا بعد يوم، مع استمرار القتال في عدة ولايات بما فيها الخرطوم والجزيرة ودارفور. ودعت المنظمة الدولية إلى:
- ضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة
- وقف إطلاق النار الفوري
- حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني
- إيجاد حل سياسي شامل للأزمة
من جانبها، طالبت الحكومة السودانية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ المدنيين في الفاشر والمناطق المجاورة، ووثق الجرائم المرتكبة ضدهم.
مستقبل غامض وأسئلة دون إجابة
مع استمرار الصراع لأكثر من عام، تبقى أسئلة كثيرة دون إجابة حول مستقبل السودان وسبل إنهاء هذه الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة. الخبراء يحذرون من أن استمرار العنف قد يؤدي إلى:
- تفاقم الأزمة الإنسانية وانتشار المجاعة
- انهيار كامل للبنية التحتية في المناطق المتضررة
- تزايد أعداد النازحين واللاجئين
- تقسيم البلاد وتفكك النسيج الاجتماعي
يبقى السودان عند مفترق طرق، حيث يتوقف مصير الملايين على قدرة الأطراف المحلية والدولية على إيجاد حل سلمي شامل يضع حدًا لمعاناة الشعب السوداني.