كشفت دراسة حديثة عن تفوق ملحوظ للحديد المستمد من المصادر الحيوانية في عملية الامتصاص داخل الأمعاء البشرية مقارنة بنظيره النباتي، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول أفضل الممارسات الغذائية لتعزيز مستويات هذا المعدن الحيوي في الجسم.
الهيم مقابل غير الهيم: معركة الامتصاص في الأمعاء
أوضحت الدكتورة يلينا موخينا، الخبيرة في طب الأطفال والتغذية، أن “الحديد الهيمي الموجود في اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك يتمتع بقدرة امتصاص تصل إلى 15-35%، بينما لا تتجاوز نسبة امتصاص الحديد غير الهيمي من المصادر النباتية مثل السبانخ والبقوليات 2-20%”.
عوامل محورية تؤثر على امتصاص الحديد النباتي
فيتامين C: يعزز الامتصاص عند تناوله مع الوجبات
المركبات البوليفينولية: توجد في الشاي والقهوة وتقلل الامتصاص
الكالسيوم: قد يتداخل مع امتصاص الحديد عند تناوله بكميات كبيرة
طرق الطهي: يمكن أن تحسن من توفر الحديد النباتي
الحديد الحيواني vs النباتي .. دراسة تكشف الفوارق في الامتصاص ونصائح ذهبية لتعزيز الفائدة(1)
اللحوم الحمراء: بين الفوائد والمخاطر
رغم كونها مصدرًا ممتازًا للحديد الهيمي، حذرت موخينا من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، مشيرة إلى أن “الدراسات تربط بين الاستهلاك المفرط وزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان”.
ابتكارات واعدة لتعزيز القيمة الغذائية
كشفت الخبيرة عن توجهات بحثية رائدة تهدف لتحسين القيمة الغذائية لمنتجات اللحوم، حيث يجري اختبار إضافة فيتامين A أو مستخلصات النبيذ الأحمر لتعزيز امتصاص الحديد وتقليل الآثار الضارة، مع التأكيد على أن هذه النتائج ما زالت أولية.
نصائح عملية لتحسين امتصاص الحديد
دمج مصادر فيتامين C مع الوجبات النباتية الغنية بالحديد
تجنب الشاي والقهوة خلال ساعتين من الوجبات الغنية بالحديد
يؤكد الخبراء على الدور المحوري للحديد في تكوين الهيموجلوبين، ونقل الأكسجين، ودعم الوظائف الإدراكية، وتعزيز المناعة، مما يجعل ضمان امتصاصه الأمثل أولوية صحية لا غنى عنها.