جنود الاحتياط الإسرائيليون يعلنون تمردهم .. عريضة جماعية تطالب بوقف حرب غزة

في تطور لافت، انضم مئات من جنود الاحتياط في الوحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي إلى حملة احتجاجية تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، وذلك في خطوة تعكس تصاعد الانقسام داخل المؤسسة العسكرية حول استراتيجية القتال.

تفاصيل الرسالة الاحتجاجية: “الحرب تخدم مصالح سياسية وليست أمنية”

جاءت الرسالة، التي وقعها مئات الجنود الحاليين والسابقين، كرد فعل على بيان سابق لطيارين إسرائيليين دعوا إلى إنهاء العمليات العسكرية. ونصت الرسالة على أن “استمرار الحرب لا يحقق الأهداف المعلنة، بل يهدد حياة المحتجزين والجنود والأبرياء”، معربة عن قلقها من “تآكل قوة الاحتياط وارتفاع معدلات التغيب عن الخدمة”.

وأضاف الموقعون: “نرفض استمرار الحرب دون إيضاح الاستراتيجية، خاصة بعد فشل الضغط العسكري في تحرير جميع المحتجزين خلال عام ونصف”.  

 

جنود الاحتياط الإسرائيليون يعلنون تمردهم . عريضة جماعية تطالب بوقف حرب غزة(1)
جنود الاحتياط الإسرائيليون يعلنون تمردهم . عريضة جماعية تطالب بوقف حرب غزة(1)

ردود فعل رسمية: طرد الموقعين على العريضة

ورداً على هذه الخطوة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيتم فصل أي عنصر احتياط موقع على العريضة، في قرار يدعمه رئيس الأركان وقائد سلاح الجو. وجاء هذا القرار بعد توقيع نحو ألف طيار احتياط على عريضة مماثلة، مما شكل تحدياً مباشراً لسياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الداعية إلى تصعيد الضغط العسكري.

خلفية الأزمة: هدنة قصيرة وحرب مستعرة

يأتي هذا التمرد العسكري في أعقاب هدنة هشة دخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي، تم خلالها إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1800 أسير فلسطيني. لكن العمليات العسكرية استؤنفت في مارس، وسط تصاعد متواصل في حصيلة الضحايا التي تجاوزت 50 ألف شهيد و115 ألف جريح منذ بدء العدوان.

تحليل: تداعيات الاحتجاج العسكري على مستقبل الحرب

يُعتبر هذا التمرد غير المسبوق مؤشراً على تصدع الجبهة الداخلية الإسرائيلية، حيث يبرز سؤال مركزي: هل يمكن للحكومة الاستمرار في حرب تخسر دعم جنودها؟ الخبراء يرون أن هذه التطورات قد تُعجل ببحث إسرائيل عن حل سياسي، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية.

يذكر أن وحدة 8200 تُعد من أكثر الوحدات نفوذاً في الجيش الإسرائيلي، مما يعطي احتجاجها بُعداً استراتيجياً قد يؤثر على مسار الحرب.