بدر شوال يزين سماء الوطن العربي .. ظاهرة فلكية تخطف الأنظار مساء اليوم
تشهد سماء مصر والوطن العربي مساء اليوم السبت 12 أبريل 2025، واحدة من أروع الظواهر الفلكية التي تنتظرها عشاق الفلك، حيث يظهر القمر البدر لشهر شوال في مشهد خلاب يتزامن مع كونه أول بدر كامل بعد الاعتدال الربيعي لهذا العام.
تفاصيل الظاهرة الفلكية وتوقيت الذروة
كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن القمر البدر سيظهر بعد غروب الشمس مباشرة من الأفق الجنوبي الشرقي، في مشهد ساحر حيث يبدو أكبر حجمًا من المعتاد بفعل “خداع القمر” البصري الشهير، مع تدرجات لونية مذهلة تتراوح بين البرتقالي والوردي بسبب تشتت ضوء القمر في الغلاف الجوي للأرض.
لماذا يسمى “القمر الصغير”؟
يصنف الفلكيون قمر هذه الليلة على أنه “قمر صغير” (Micro Moon)، حيث يحدث البدر عندما يكون القمر في أبعد نقطة له عن الأرض (الأوج) على مسافة تبلغ حوالي 406,000 كيلومتر، مما يجعله يبدو أصغر بنسبة 14% وأقل سطوعًا بنسبة 30% مقارنة بالأقمار العملاقة (Super Moons) التي تحدث عندما يكون القمر في أقرب نقطة من الأرض.
لقاء فلكي نادر مع نجم السنبلة
يقدم القمر البدر ليلة اليوم هدية فلكية إضافية لعشاق الرصد، حيث سيظهر بالقرب من نجم السنبلة (Spica) أو “السماك الأعزل” – ألمع نجوم كوكبة العذراء – في مشهد بديع يمكن رصده بالعين المجردة من أي مكان في الوطن العربي، خاصة في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي للمدن.
أفضل أوقات الرصد وأدواته
يصل القمر إلى ذروة اكتماله عند الساعة 03:22 فجرًا بتوقيت مكة المكرمة (12:22 منتصف الليل بتوقيت غرينتش)، وهي اللحظة التي يكون فيها معاكسًا للشمس تمامًا. وتعتبر هذه الليلة مثالية لرصد الفوهات المشعة على سطح القمر، خاصة فوهة “تيخو” الشهيرة التي تبدو كشعاعات ضوئية، باستخدام المنظار أو التلسكوبات الصغيرة.
نصائح للهواة لالتقاط أفضل الصور
يقدم خبراء التصوير الفلكي عدة نصائح لهواة التصوير:
-
- استخدام حامل ثلاثي ثابت للكاميرا
-
- ضبط سرعة الغالق بين 1/125 إلى 1/250
-
- استخدام عدسة تليفوتو بطول بؤري 200mm على الأقل
-
- التقاط الصور عند شروق القمر حيث يبدو أكبر حجمًا
-
- اختيار مواقع مرتفعة وبعيدة عن أضواء المدن
المشهد الفلكي خلال الأيام القادمة
سيواصل القمر شروقه متأخرًا كل ليلة بنحو 50 دقيقة في المتوسط، وسيبدأ في الانخفاض تدريجيًا في السطوع مع اقترابه من طور التربيع الأخير بعد أسبوع تقريبًا، مما يتيح فرصًا جديدة لرصد تفاصيل سطحه مع تغير زاوية إضاءة الشمس له.
الأهمية الثقافية والدينية لبدر شوال
يحمل بدر شوال أهمية خاصة في التراث العربي والإسلامي، حيث يرتبط بتقاليد متعددة في بعض الثقافات، كما يمثل نهاية شهر رمضان المبارك وبداية أيام عيد الفطر السعيد، مما يضفي على الظاهرة هذا العام طابعًا احتفاليًا إضافيًا.
يذكر أن الظواهر الفلكية مثل هذه تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الوعي العلمي وترسيخ الثقافة الفلكية في المجتمع، كما توفر فرصًا تعليمية ممتازة للأطفال والهواة لفهم حركة الأجرام السماوية.