استهداف المستشفيات في غزة .. أزمة إنسانية تتفاقم

تشهد غزة تصعيداً خطيراً يستهدف المستشفيات والبنية التحتية الطبية، مما يهدد حياة آلاف المدنيين ويعرضهم لمعاناة غير مسبوقة. تدمير المستشفيات، مثل المستشفى المعمداني، يترك المرضى والجرحى دون رعاية، ويثير تساؤلات حول التزام المجتمع الدولي بالقوانين الإنسانية. في هذا المقال، نستعرض تداعيات هذه الأزمة، قصصاً إنسانية، وسبل المواجهة.

تدمير البنية التحتية الطبية: واقع مروع

تعرضت عشرات المستشفيات في غزة للقصف، مما أدى إلى توقف خدماتها بالكامل. هذا الوضع يحرم المواطنين من العلاجات الأساسية، خاصة المصابين بأمراض مزمنة أو جروح خطيرة. على سبيل المثال، تدمير المستشفى المعمداني أجبر المرضى على البقاء في الشوارع وسط أنقاض المباني.

  • 34 مستشفى خارج الخدمة، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.
  • نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار المستمر.
  • تهجير الطواقم الطبية يجعل تقديم الخدمات شبه مستحيل.

قصص من قلب الأزمة

وراء الأرقام، هناك قصص إنسانية مؤلمة. أم محمد، وهي أم لثلاثة أطفال، كانت تنتظر علاج ابنها المصاب في مستشفى المعمداني عندما دُمر المبنى. تقول: “لم نجد مكاناً نذهب إليه، ابني يعاني ولا أملك حتى ضمادة”. مثل هذه القصص تعكس حجم المأساة التي يعيشها المدنيون يومياً، حيث يواجهون الموت بسبب نقص الرعاية.

 

استهداف المستشفيات في غزة أزمة إنسانية تتفاقم
استهداف المستشفيات في غزة أزمة إنسانية تتفاقم

تداعيات إنسانية كارثية

استهداف المستشفيات يفكك النظام الصحي بأكمله، مما يزيد معاناة الفئات الأضعف مثل الأطفال وكبار السن. كما أن الحرمان من الغذاء والمياه النظيفة يجعل الحياة في غزة أقرب إلى الجحيم. هذه السياسات تهدف، بحسب مراقبين، إلى جعل القطاع غير صالح للعيش.

تشير الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون شخص نزحوا داخلياً في غزة، معظمهم بلا مأوى أو خدمات أساسية (مصدر: الأمم المتحدة).

مسؤولية المجتمع الدولي

إن استمرار هذه الاعتداءات يعكس فشلاً في حماية المدنيين. مجلس الأمن الدولي لم يتمكن من فرض وقف إطلاق نار أو ضمان وصول المساعدات بشكل مستدام. هذا التقاعس يعزز شعور الإفلات من العقاب ويطيل أمد الأزمة.

تؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش أن استهداف المستشفيات ينتهك اتفاقيات جنيف، التي تحظر المساس بالمنشآت الطبية خلال النزاعات (مصدر: هيومن رايتس ووتش).

ما الذي يمكن فعله؟

للحد من هذه الكارثة، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة. إليكم بعض الخطوات المقترحة:

  • فتح معابر إنسانية لتوصيل الأدوية والغذاء دون تأخير.
  • توفير حماية دولية للمستشفيات والطواقم الطبية تحت إشراف الأمم المتحدة.
  • إطلاق تحقيقات مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن تدمير المنشآت المدنية.
  • دعم مبادرات إعادة الإعمار، مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لترميم المستشفيات.
  • تعزيز جهود المنظمات غير الحكومية، مثل أطباء بلا حدود، التي تقدم خدمات طبية طارئة.

حالياً، تعمل منظمة أطباء بلا حدود على إنشاء عيادات متنقلة في غزة لتعويض نقص المستشفيات، لكنها بحاجة إلى تمويل ودعم دولي أكبر (مصدر: أطباء بلا حدود).

لماذا يهم هذا الجميع؟

ما يحدث في غزة هو اختبار للضمير العالمي. تجاهل معاناة المدنيين يهدد بتقويض مبادئ حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. إذا سُمح لهذه الانتهاكات بالاستمرار، فقد تصبح استهداف البنية المدنية ممارسة شائعة في نزاعات أخرى.

حماية المستشفيات ليست مجرد واجب قانوني، بل ضرورة إنسانية ملحة. يجب على العالم أن يتحد لضمان بقاء غزة مكاناً يستطيع سكانها العيش بكرامة.