قيود الاحتلال تمنع مسيحيي الضفة من الاحتفال بأحد الشعانين في القدس
في يوم الأحد الموافق لأحد الشعانين، واجه المسيحيون الفلسطينيون في الضفة الغربية عوائق كبيرة حالت دون وصولهم إلى القدس المحتلة للاحتفال بهذه المناسبة الدينية العريقة. تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي قيودًا صارمة على حركة الفلسطينيين، مما يحد من حقهم في العبادة في المدينة المقدسة. يسلط هذا المقال الضوء على هذه التحديات ويقدم طرقًا لدعم حرية العبادة.
ما هو أحد الشعانين ولماذا يهم؟
يُعد أحد الشعانين يومًا مميزًا في التقويم المسيحي، إذ يُحيي ذكرى دخول السيد المسيح إلى القدس وسط ترحيب الجموع بأغصان النخيل. تُقام في هذا اليوم صلوات وقداديس في كنيسة القيامة وغيرها من المواقع المقدسة. لكن هذا العام، شهدت الاحتفالات حضورًا محدودًا بسبب الحواجز العسكرية.
طبيعة القيود المفروضة
فرضت قوات الاحتلال إجراءات مشددة حول القدس، مما منع آلاف المسيحيين من الضفة الغربية من الوصول إلى كنيسة القيامة. تتطلب عملية العبور:
- تقديم طلب إلكتروني عبر تطبيق خاص.
- اجتياز فحص أمني طويل ومعقد.
- الحصول على بطاقة هوية صادرة عن سلطات الاحتلال.
وفقًا للأب إبراهيم فلتس، نائب الرئيس العام لحراسة الأرض المقدسة، أصدرت السلطات 6,000 تصريح فقط، بينما يبلغ عدد المسيحيين في الضفة حوالي 50,000، أي أن 88% منهم حُرموا من المشاركة.
تأثير القيود على الاحتفالات
أقيمت القداديس في كنيسة القيامة بمشاركة عدد قليل من المصلين، معظمهم من سكان القدس أو الأراضي المحتلة عام 1948. ترأس البطريرك ثيوفيلوس الثالث والبطريرك بييرباتيستا بيتسابالا الصلوات، وسط حضور أساقفة وكهنة. ويقول الأب يوسف حنا، كاهن في كنيسة بيت لحم: “إن حرمان المؤمنين من الصلاة في القدس يجرح هويتنا الروحية والثقافية”.
انطلقت مسيرة الشعانين التقليدية من كنيسة بيت فاجي إلى كنيسة القديسة حنة داخل البلدة القديمة، لكن بمشاركة محدودة. وفي ظل الحرب المستمرة، ألغت الكنائس المظاهر الاحتفالية، مكتفية بالشعائر الدينية.
صلوات في ظل الصعوبات
في محافظات الضفة مثل بيت لحم، رام الله، ونابلس، احتفلت الكنائس بأحد الشعانين محليًا. وفي قطاع غزة، رغم الدمار الناتج عن العدوان الإسرائيلي، أقيمت الصلوات في كنيسة العائلة المقدسة وكنيسة القديس برفيريوس بإصرار وأمل. ورفعت الكنائس صلواتها من أجل السلام والعدالة لجميع سكان الأرض المقدسة.
لماذا تثير هذه القيود القلق؟
إن تقييد الوصول إلى القدس لا يؤثر فقط على ممارسة الشعائر الدينية، بل يمس الهوية الثقافية والاجتماعية للفلسطينيين. ووفقًا لمنظمة “بتسيلم”، فإن هذه القيود جزء من سياسة تهدف إلى عزل الفلسطينيين عن أماكنهم المقدسة (بتسيلم). كما أنها تقلل من فرص التعايش والتفاعل بين المجتمعات.
كيف يمكن دعم حرية العبادة؟
لدعم حق الفلسطينيين في الوصول إلى أماكن عبادتهم، يمكن اتخاذ خطوات عملية، مثل:
- نشر قصص المجتمعات المتضررة على وسائل التواصل لرفع الوعي.
- التبرع لمنظمات مثل “مجلس الكنائس العالمي” التي تدافع عن حرية العبادة.
- المشاركة في حملات دولية تطالب بإنهاء القيود على الحركة.
- تنظيم فعاليات تضامنية مع المجتمعات المحلية في بلدانكم.
- التواصل مع الجهات الرسمية للضغط من أجل سياسات عادلة.
إضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد حضور ندوات توعوية أو قراءة تقارير حقوقية لفهم القضية بعمق أكبر.
تبقى القدس رمزًا للسلام والوحدة، ويأمل المسيحيون الفلسطينيون أن تتيح الأعوام القادمة فرصة للوصول إلى أماكنهم المقدسة بحرية وكرامة.