تطوير حقل الريشة الغازي .. خطوة نحو مستقبل طاقة مستدام في الأردن

يُعد حقل الريشة الغازي ركيزة أساسية في استراتيجية الأردن لتعزيز الأمن الطاقي ودعم الاقتصاد الوطني. من خلال تطوير هذا الحقل، تسعى المملكة إلى تنويع مصادر الطاقة، تقليل الاعتماد على الاستيراد، وفتح آفاق جديدة للتصدير. في هذا المقال، نستعرض أهمية الحقل، خطط تطويره، ودوره في تحقيق الاستدامة الطاقية.

ما هو حقل الريشة الغازي؟

اكتُشف حقل الريشة الغازي عام 1986 بواسطة سلطة المصادر الطبيعية، وبدأ إنتاجه عام 1989. يُصنف كحقل غازي غير تقليدي “كتمي”، مما يجعل استخراج الغاز منه تحديًا تقنيًا يتطلب استثمارات كبيرة. يقع الحقل في شرق الأردن، ويُعتبر مصدرًا حيويًا للغاز الطبيعي المحلي.

  • الموقع: شرق الأردن، بالقرب من الحدود العراقية.
  • الإنتاج الحالي: يساهم في تغطية احتياجات محطات توليد الكهرباء.
  • الإمكانيات: خطط لزيادة الإنتاج تدعم الطلب المحلي والتصدير.

 

تطوير حقل الريشة الغازي .. خطوة نحو مستقبل طاقة مستدام في الأردن
تطوير حقل الريشة الغازي .. خطوة نحو مستقبل طاقة مستدام في الأردن

خطط تطوير حقل الريشة الغازي

تعمل شركة البترول الوطنية على خطة شاملة لتطوير الحقل، تركز على زيادة الإنتاج وتحسين البنية التحتية. تشمل الخطة:

  • إضافة حفارة جديدة: لتسريع الحفر واستكشاف آبار جديدة.
  • إنشاء محطة معالجة الغاز: لتحسين جودة الغاز وتجهيزه للاستخدام الصناعي.
  • مد خط أنابيب: يمتد لـ320 كم لربط الحقل بخط الغاز العربي في المفرق.

تُجرى دراسات فنية ومالية لضمان جدوى المشروع، مع توقعات بتقليل تكاليف الطاقة للصناعات المحلية بنسبة تصل إلى 15% بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات وزارة الطاقة.

دور الحقل في تنويع مصادر الطاقة

يهدف الأردن إلى تحقيق الاستقلالية الطاقية من خلال الاستفادة من موارده المحلية. يوفر حقل الريشة مصدرًا بديلًا للطاقة بتكلفة منخفضة، مما يدعم المناطق الصناعية ويقلل الضغط على الواردات. كما يتماشى تطوير الحقل مع الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2020-2030، التي تشمل:

  • تغطية احتياجات الغاز الطبيعي حتى عام 2035.
  • استقطاب استثمارات عالمية للتنقيب عن الغاز.
  • تطوير مشاريع ضغط وتسييل الغاز للصناعات والنقل.

فرص التصدير وتعزيز الاقتصاد

يتمتع الأردن بموقع استراتيجي يدعم تصدير الغاز الفائض عبر خط الغاز العربي. تشير التقديرات إلى أن زيادة إنتاج الحقل قد تولد إيرادات تصدير تصل إلى 50 مليون دينار سنويًا بحلول عام 2035. كما تسعى الحكومة إلى استقطاب استثمارات في مشاريع تعتمد على الغاز، مثل:

  • محطات ضغط وتسييل الغاز.
  • مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر.
  • توسيع استخدام الغاز في وسائل النقل.

التحديات والحلول المقترحة

يواجه تطوير الحقل تحديات تشمل ارتفاع تكاليف الاستخراج والحاجة إلى بنية تحتية متقدمة. لمعالجة هذه التحديات، تتبنى الحكومة عدة إجراءات:

  • إصدار قانون الغاز الطبيعي: لتنظيم القطاع وتشجيع الاستثمار.
  • استئجار وحدة تخزين عائمة: لتعزيز القدرة التخزينية، مع توقعات إنجازها بحلول 2026.
  • شراكات دولية: لجلب خبرات تقنية وتمويل للحقل.

الهيدروجين: مستقبل الطاقة النظيفة

إلى جانب الغاز الطبيعي، يبرز الهيدروجين كمصدر طاقة نظيف. خلال ندوة نظمتها “أوابك” في القاهرة أبريل 2025، أكدت أماني العزام، الأمينة العامة لوزارة الطاقة، على دور الهيدروجين في دعم التحول الطاقي. تخطط الأردن لإطلاق مشاريع تجريبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2027.

الخلاصة

يمثل حقل الريشة الغازي خطوة محورية نحو تحقيق الاستدامة الطاقية في الأردن. من خلال تحسين البنية التحتية وزيادة الإنتاج، يدعم الحقل تنويع مصادر الطاقة، يقلل الاعتماد على الاستيراد، ويعزز النمو الاقتصادي. مع التركيز على الهيدروجين والغاز الطبيعي، يبدو مستقبل الطاقة في الأردن واعدًا.

لمزيد من المعلومات، زر الموقع الرسمي لوزارة الطاقة والثروة المعدنية.