مصر تمضي قدمًا في استثمار الذهب .. اتفاقية استراتيجية مع أنجلو جولد لتطوير التعدين بالصحراء الشرقية

في تطور هام يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي واعد لصناعة التعدين، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية توقيع اتفاقية جديدة مع شركة أنجلو جولد أشانتي، إحدى أكبر شركات الذهب العالمية، لاستغلال الذهب والمعادن المصاحبة في عدة مناطق بالصحراء الشرقية. وتمثل هذه الخطوة نقطة تحول استراتيجية في جذب الاستثمارات الأجنبية لقطاع التعدين المصري.

تفاصيل الاتفاقية وتوقيع الشراكة

جاء توقيع الاتفاقية بحضور المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وشركة أنجلو جولد أشانتي. مثل الجانب المصري الجيولوجي ياسر رمضان والدكتور محمد الباجوري، بينما وقعت المهندسة هدى منصور، العضو المنتدب والمدير العام لمنجم السكري، الاتفاقية نيابة عن الشركة العالمية.

دور الاتفاقية في تحقيق رؤية مصر 2030

أكد الوزير بدوي أن الاتفاقية تعد ثمرة لقاءات متعددة تهدف لتفعيل استراتيجية تطوير التعدين بما يتماشى مع رؤية مصر 2030. وأوضح أن “تطوير نماذج الاتفاقيات لتتماشى مع المعايير العالمية هو عنصر رئيسي في جذب الاستثمارات الأجنبية، وزيادة مساهمة القطاع في الناتج القومي الإجمالي”.

كما أشار إلى أن هذه الشراكة تعكس نجاح المنهج التشاركي بين الحكومة والقطاع الخاص، وتعزز استخدام التكنولوجيا الحديثة في عمليات المسح والتنقيب.

تصريحات أنجلو جولد: التوسع في السوق المصري واعد

قالت المهندسة هدى منصور: “نحن فخورون بشراكتنا مع الحكومة المصرية. هذه الاتفاقية خطوة استراتيجية توسّع استثماراتنا في واحدة من أكثر المناطق غنىً بالثروات المعدنية في الشرق الأوسط”. وأشادت بدور الوزارة والهيئة في تهيئة مناخ عمل جاذب، يتسم بالشفافية والدعم المؤسسي.

لماذا تُعد هذه الاتفاقية محورية؟

• تعزيز الثقة في بيئة الاستثمار: الاتفاقية تُظهر التزام مصر بتهيئة بيئة قانونية واقتصادية جاذبة للاستثمارات العالمية.
• توفير فرص عمل: المشاريع الجديدة ستخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة في مجالات التعدين والخدمات الداعمة.
• نقل التكنولوجيا: إدخال تقنيات التنقيب والتحليل المتقدمة يساهم في رفع كفاءة الإنتاج.
• رفع الإيرادات العامة: زيادة إنتاج الذهب والمعادن يسهم في تنويع مصادر الدخل القومي.

قطاع التعدين: فرص واعدة وتحديات مُدارة

تمتلك مصر احتياطات ضخمة من الذهب والمعادن المصاحبة، خاصة في الصحراء الشرقية. وتأتي الاتفاقية الأخيرة استكمالًا لسلسلة من الخطوات التنظيمية التي أطلقتها الدولة، منها تعديل قانون الثروة المعدنية، وطرح مزايدات عالمية في مناطق استكشاف جديدة.

وتؤكد بيانات هيئة الثروة المعدنية أن الطلب العالمي على الذهب في تزايد، وهو ما يجعل السوق المصري أكثر جاذبية للاستثمار طويل الأمد، لاسيما في ظل الاستقرار السياسي وتوافر البنية التحتية.

خطوات مقبلة نحو استثمار مستدام

بحسب مصادر مطلعة، ستبدأ شركة أنجلو جولد أشانتي خلال الأشهر القادمة في إجراء عمليات مسح جيوفيزيائي واستكشاف ميداني باستخدام تقنيات متقدمة، تمهيدًا لتطوير البنية التحتية للمشروع في المناطق المستهدفة.

وستتم عمليات التعدين بما يتماشى مع أفضل الممارسات البيئية والمعايير الدولية للسلامة المهنية، مما يعزز من استدامة هذه الاستثمارات.

خاتمة: بداية مرحلة جديدة في استثمار الذهب المصري

تفتح هذه الاتفاقية آفاقًا غير مسبوقة للاستثمار في الثروات المعدنية بمصر، وتؤكد أن البلاد ماضية في تحويل قطاع التعدين إلى أحد محركات النمو الاقتصادي. كما يُتوقع أن تشجع هذه الخطوة شركات عالمية أخرى على دخول السوق المصري خلال الفترة المقبلة.

للاطلاع على استراتيجية وزارة البترول الكاملة لتطوير التعدين، يُمكن زيارة الموقع الرسمي للوزارة.