شروط الصلاة في الاسلام واركانها
هل ترغب في معرفة شروط الصلاة في الاسلام ؟ تابع معنا أهم المعلومات حول الصلاة وشروطها، الصلاة هي عبادة يؤديها المسلم تقربا إلى الله -عز وجل-، التي تبدأ بتكبيرة الإحرام وتنتهي بالتسليم، وتعتبر الصلاة من الفرائض الأساسية في الإسلام، حيث جاء فرضها في القرآن الكريم، وأكدت عليها السنة النبوية،
وأجمع العلماء على وجوبها فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالمحافظة عليها، فقال في كتابه العزيز: (قُل لِعِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا يُقيمُوا الصَّلاةَ)، مما يدل على مكانتها العظيمة وأهميتها في الدين الإسلامي وفيما يلي سنتعرف على شروط الصلاة.
شروط الصلاة
تعرف الصلاة في اللغة بأنها الدعاء، بينما في الاصطلاح الشرعي فهي مجموعة من الأقوال والأفعال التي تُؤدى بطريقة معينة، تبدأ الصلاة بالتكبير وتنتهي بالتسليم، وتهدف إلى التعبد لله تعالى والتقرب منه.
وفيما يلي سنتعرف على شروط الصلاة التي تجعل الصلاة واجبة على العبد:
- الإسلام: يفرض أداء الصلاة على كل مسلم ومسلمة.
- العقل: لا تفرض الصلاة على من فقد عقله، مثل المجنون أو المغمى عليه.
- البلوغ: لا تفرض الصلاة على الأطفال الصغار.
شروط صحة الصلاة
تتطلب صحة الصلاة تحقق عدة شروط، وإذا فقد أحدها تعتبر الصلاة باطلة ويجب إعادتها، تشمل هذه شروط الصلاة:
- الطهارة: يتطلب أن يكون الثوب والمكان والجسد طاهرين، ويجب القيام بالغسل أو الوضوء.
- ستر العورة: يجب على الرجل ستر عورته من السرة إلى الركبة، بينما يجب على المرأة ستر كامل جسدها وشعرها ما عدا وجهها وكفيها.
- استقبال القبلة: لا تصح الصلاة إذا كانت في اتجاه غير القبلة.
- دخول الوقت: يجب أن تؤدى الصلاة بعد دخول وقتها المحدد.
- النية: يتطلب وجود قصد وإرادة لأداء الصلاة، يعتبر هذا الشرط مهمًا عند الحنفية والمالكية والحنابلة، بينما اعتبره الشافعية ركنًا أساسيًا.
- ترك الكلام والحركة الزائدة: تعتبر الصلاة عبادة، ولا تصح إذا تحدث المصلي بكلام خارجي، أو تحرك بشكل مفرط دون حاجة، أو أكل أو شرب.
أركان الصلاة
تشمل أركان الصلاة جميع الأقوال والأفعال التي يجب أداؤها إذ لا تقبل الصلاة إلا بإتمامها جميعا، ويعتبر ترك أي منها –سواء كان ذلك عمدا أو سهوا– سببا في بطلانها، وهذه هي الأركان:
- تكبيرة الإحرام: يشير الاختلاف بين العلماء إلى ما إذا كانت تعتبر ركنا أو شرطا، ففيما يرى غالبية المذاهب (المالكية والشافعية والحنابلة) أنها ركن، يعتبرها الحنفية شرطا أساسيا.
- قراءة سورة الفاتحة: يتباين العلماء في هذا الأمر، فمعظم المذاهب (المالكية والشافعية والحنابلة) تعتبر قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة ركنا من أركان الصلاة، بينما يرى الحنفية أن أي آيات أو سورة يمكن أن تحقق هذا الركن.
- الركوع: يتفق العلماء جميعا على أن أداء الركوع يشكل ركنا أساسيا في الصلاة.
- الاعتدال من الركوع: ويعني القيام من وضع الركوع، والاعتدال منه والاطمئنان خلاله.
- السجود: يتفق على أنه ركن من أركان الصلاة، ويستحب أن يتم السجود بوضع الجبين مع الأنف، والركبتين، وبواطن القدمين واليدين، لمن هو قادر على ذلك.
- الجلوس بين السجدتين: يشكل الجلوس بين السجدتين ركنا متفقا عليه من قبل العلماء.
- الجلوس للتشهد الأخير: يعتبر هذا الجلوس ركنا ثابتا في الصلاة حسب إجماع العلماء.
- التشهد الأخير: يؤدى بعد إنهاء الركعة الأخيرة من الصلاة.
- الصلاة على النبي بعد التشهد الأخير: تؤدى قبل التسليم، وتعد جزءا من آداب التشهد.
- التسليم: يعني الانتهاء من الصلاة بتوجيه السلام عن اليمين واليسار بقول: السلام عليكم ورحمة الله.
- الطمأنينة: يجب أداء جميع أقوال وأفعال الصلاة بتأن دون استعجال.
- الترتيب والموالاة: يشترط اتباع ترتيب معين في أداء أقوال وأفعال الصلاة دون تقديم أحدها على الآخر أو تأخيرها بفاصل زمني وبذلك تعرفنا على شروط الصلاة.
شاهد:
الادعية النهارية لشهر رمضان مكتوبة
من شروط صحة صلاة الجمعة
بعد معرفة شروط الصلاة إليك شروط صحة صلاة الجمعة، يعد شرط دخول الوقت من أهم الشروط التي لا تصح الصلاة إلا بتوافره، فهو أساس صحة أداء الصلاة سواء كانت صلاة الجمعة أو غيرها من الصلوات المفروضة.
- فلا يجوز أداء الصلاة قبل حلول وقتها المحدد، كما أن تأخيرها إلى ما بعد خروج الوقت دون عذر شرعي يعد تفريطا في أداء الفريضة.
- ويؤكد الفقهاء على أهمية الالتزام بالوقت، بحيث يؤدي المسلم صلاته في وقتها حتى وإن لم يكن قادرًا على توفير بعض الشروط والأركان.
- فإذا دخل وقت الصلاة وكان المسلم في وضع لا يسمح له باستخدام الماء أو التيمم، أو لم يكن قادرا على الطهارة أو القيام أو حتى التوجه نحو القبلة، فإنه يؤدي الصلاة بحسب استطاعته، ولا يجوز له تأخيرها حتى يخرج وقتها.
- فالأولوية هنا هي إقامة الصلاة بقدر المستطاع، امتثالا لقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم، مما يدل على أن أداء الصلاة في وقتها لا يسقط عن المسلم مهما كانت ظروفه.
من شروط الصلاة
بعد معرفة شروط الصلاة يتساءل البعض عن سنن الصلاة، فهي مجموعة من الأقوال والأفعال التي يستحب للمصلي القيام بها أثناء أداء الصلاة، حيث يثاب على فعلها، ولكن لا تبطل صلاته إذا تركها سواء عمدا أو نسيانا وتعد هذه السنن وسيلة لتعزيز الخشوع في الصلاة وإتمامها على الوجه الأكمل، ومن أبرز هذه السنن:
- رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام: وهو سنة مؤكدة تُؤدى عند بداية الصلاة لتعظيم شعيرة الدخول في المناجاة مع الله.
- وضع اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر: ويتم ذلك أثناء القيام في الصلاة، سواء عند القراءة أو بعد الرفع من الركوع، اتباعًا لسنة النبي ﷺ.
- دعاء الاستفتاح: وهو الدعاء الذي يقال بعد تكبيرة الإحرام وقبل الشروع في قراءة الفاتحة، ويختلف نصه حسب ما ورد عن النبي ﷺ.
- قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة: حيث يستحب للمصلي أن يقرأ آيات أو سورا قصيرة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين.
- قول “آمين” بعد الفاتحة: وهو مستحب للمصلي بعد انتهاء الإمام أو المصلِّي نفسه من قراءة الفاتحة، طلبًا للإجابة من الله.
- رفع اليدين في مواطن معينة* ويكون ذلك عند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأوسط للركعة الثالثة.
- الجهر والإسرار في القراءة حسب نوع الصلاة: فيسن الجهر في الفجر، وأول ركعتين من المغرب والعشاء، بينما تكون القراءة سرية في الظهر والعصر.
- التفريق بين الأصابع عند الركوع: بحيث تكون اليدان موضوعتين على الركبتين مع تفريق الأصابع أثناء الركوع.
- وضع الركبتين قبل اليدين عند النزول للسجود: وهو ما نص عليه بعض الفقهاء اقتداء بفعل النبي ﷺ.
- الجلوس قليلا قبل الانتقال إلى الركعة التالية: وهو ما يعرف بجلسة الاستراحة، حيث يجلس المصلي للحظة قبل النهوض بعد السجود للركعة الثانية أو الرابعة.
- رفع إصبع السبابة أثناء التشهد: وهو سنة عند التلفظ بالشهادة في الجلوس للتشهد.
- الدعاء بعد التشهد الأخير: يستحب للمصلي أن يدعو الله بما شاء بعد الانتهاء من التشهد الأخير وقبل التسليم.
تلك السنن تضفي على الصلاة روحا من الطمأنينة والخشوع، وتعين المصلي على استشعار القرب من الله في صلاته وبذلك تعرفنا على شروط الصلاة والسنن والاركان.