سموتريتش يرسم ملامح “نهاية الحرب” .. تفكيك سوريا وإضعاف إيران وإخراج حماس

في خطاب حمل نبرة تصعيدية ورسائل سياسية حادة، أعلن وزير المالية الإسرائيلي وزعيم حزب “الصهيونية الدينية”، بتسلئيل سموتريتش، أن نهاية الحرب الحالية في المنطقة لن تُكتب إلا بتحقيق مجموعة من الأهداف الجذرية، أبرزها تفكيك سوريا، وضرب حزب الله، وتحييد البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى “تطهير غزة من حركة حماس”، على حد وصفه.

أجندة الحرب كما يراها سموتريتش

ألقى سموتريتش كلمته خلال مناسبة وطنية لإحياء ذكرى القتلى من التيار الديني الصهيوني، واستغل المنصة لتحديد رؤية شاملة لما يعتبره “السيناريو المطلوب لنهاية الحرب”. وشملت تصريحاته عدة محاور رئيسية:

  • تفكيك الدولة السورية: اعتبر سموتريتش أن تفكيك سوريا بات هدفاً ضمنياً للحرب، في إطار إعادة رسم موازين القوى الإقليمية.
  • ضرب حزب الله: أكد على ضرورة “تلقي حزب الله لضربة قاسية” تضعف من قدراته وتعيد تموضعه السياسي والعسكري.
  • إزالة التهديد النووي الإيراني: أشار إلى أن “إيران بلا تهديد نووي” تمثل شرطًا أساسيًا لضمان أمن إسرائيل.
  • تطهير غزة: تحدث عن عملية تطهير كاملة لغزة من حركة حماس، مشيراً إلى أن “مئات الآلاف من سكان غزة” سيكونون في طريقهم إلى “دول أخرى”.

دعوة لـ”إبادة العدو” ورسالة إلى نتنياهو

لم يخف سموتريتش توجهه نحو التصعيد الحربي حين قال: “فيما يتعلق بإبادة العدو، يجب ألا يكون هناك خلاف”، معتبرًا أن هذه ليست أهدافًا سياسية، بل “وصايا المقاتلين القتلى”.

 

 

كما وجه رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طالبه فيها باتخاذ قرارات مصيرية من شأنها أن تغيّر مجرى تاريخ إسرائيل، قائلاً: “إنها ساعة حاسمة، ولديك الدعم الكامل من الحكومة والشعب لاتخاذ ما يلزم من قرارات”.

تحليل خلفيات التصريحات

تصريحات سموتريتش تأتي في سياق سياسي معقد، حيث تشتد الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة نتنياهو، وسط الانقسام السياسي والاحتجاجات الشعبية المتكررة. كما تتزامن مع تصعيد في المواجهات على جبهات غزة وجنوب لبنان، وتزايد التوترات مع إيران بعد الهجمات المتبادلة غير المعلنة.

تحمل تلك التصريحات دلالة على تحول الخطاب الإسرائيلي نحو تبني نغمة أكثر عدوانية، مع إضفاء طابع “وجودي” على الصراع، وتقديم الحرب الجارية كوسيلة لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية في المنطقة، وفقًا لرؤية اليمين الإسرائيلي المتطرف.

ردود الفعل الدولية المرتقبة

من المتوقع أن تثير تصريحات سموتريتش ردود فعل واسعة، لا سيما من الدول العربية والإسلامية، وكذلك من منظمات حقوق الإنسان. فالحديث عن “تفكيك سوريا” و”تهجير سكان غزة” يتعارض مع القانون الدولي الإنساني، وقد يعرض إسرائيل لمزيد من الانتقادات والعزلة على الصعيد الدبلوماسي.

 بين الخطاب والأفعال

سواء كانت تصريحات سموتريتش تعبر عن نية حقيقية للسياسة الإسرائيلية الرسمية أم تُستخدم فقط كأداة للضغط السياسي والإعلامي، فإنها ترسم ملامح تصعيد جديد في الشرق الأوسط، وتفتح الباب أمام مرحلة أكثر خطورة من النزاع. ومع تصاعد الدعوات لتوسيع العمليات العسكرية، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مفترق طرق حاسم، يتطلب قراءة متأنية وتحركًا دبلوماسيًا عاجلاً لتفادي كارثة أوسع.