الجزائر تطالب باستفتاء لتقرير مصير الصحراويين وتدعو لحل دائم لأزمة اللاجئين
في جلسة رسمية أمام مجلس الأمن الدولي، جددت الجزائر دعوتها لإجراء استفتاء حر ونزيه يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه في تقرير المصير، مؤكدة أن حل أزمة اللاجئين الصحراويين يجب أن ينبع من إرادتهم الحرة. وتأتي هذه المطالبة وسط تعقيدات سياسية مستمرة في ملف الصحراء الغربية، الذي يعد من أقدم النزاعات في إفريقيا.
الجزائر تؤكد التزامها بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة
عمار بن جامع، المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، أوضح أن بلاده تستضيف منذ أكثر من نصف قرن مئات الآلاف من اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف جنوب غرب البلاد، رغم التحديات الاقتصادية والإنسانية. وأضاف أن هذا الاستقبال الإنساني يجب أن يُترجم إلى حل سياسي، أساسه تمكين الصحراويين من ممارسة حقهم المشروع في تقرير المصير.
رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن
أكد بن جامع أن بقاء اللاجئين في مخيمات اللجوء كل هذه السنوات يعكس فشل المجتمع الدولي في تنفيذ التزاماته. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية في ضمان تطبيق القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك تنظيم استفتاء تحت إشراف أممي يحدد مستقبل الصحراء الغربية.
تصريحات أمريكية تدعم مسار التفاوض
في سياق متصل، صرح مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن إعلان ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية عام 2020 لم يكن مطلقًا، بل ترك الباب مفتوحًا أمام الحلول التفاوضية. وأكد بولس في مقابلة مع قناة الحدث أن واشنطن ترى ضرورة التوصل إلى تسوية دائمة تضمن حقوق الصحراويين، مشيرًا إلى وجود نحو 200 ألف لاجئ صحراوي يعيشون في الجزائر.
أزمة اللجوء الصحراوي في سياق أوسع
تناول بن جامع أزمة اللاجئين ضمن السياق العالمي، مشيرًا إلى تفاقم ظاهرة النزوح بسبب النزاعات المسلحة والتراجع الكبير في التمويل الدولي الموجه للمساعدات الإنسانية. وأكد أن الحلول المستدامة تبدأ من معالجة الأسباب الجذرية للنزوح، مثل الاحتلال والتهميش والصراعات.
دعوات لحماية اللاجئين وتمويل الجهود الإنسانية
- حماية اللاجئين من النساء والأطفال وفقًا للقانون الدولي.
- زيادة التمويل الموجه للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانية.
- دعم الدول المضيفة باعتبارها تتحمل عبئًا يفوق إمكانياتها الاقتصادية.
- عدم تسييس المساعدات أو استخدامها كأداة ضغط دبلوماسي.
التصدي للتضليل وكراهية الأجانب
حذر بن جامع من تنامي حملات الكراهية والمعلومات المغلوطة التي تستهدف اللاجئين، مشيرًا إلى ضرورة إطلاق حملات توعية شاملة تشرح حقوق اللاجئين وتروج للتعايش السلمي داخل المجتمعات المضيفة. وأكد أن هذه الخطابات السلبية تعرض حياة اللاجئين للخطر وتؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي في الدول المضيفة.
تسعى الجزائر من خلال هذه الدعوة إلى إعادة ملف الصحراء الغربية إلى سكة الشرعية الدولية، مؤكدة أن الحل العادل والدائم يجب أن يمر عبر صناديق الاقتراع وليس عبر الصفقات السياسية. وفي ظل تغير المواقف الدولية، يتزايد الضغط على مجلس الأمن للعب دور أكثر فعالية في إنهاء أحد أطول النزاعات في القارة الإفريقية.