نتنياهو يعلن كسر الطوق العسكري على ثلاث جبهات ويؤكد استمرار العمليات في غزة

في ظل تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات جديدة عبّر فيها عن ما وصفه بـ “النجاحات الميدانية” التي تحققها القوات الإسرائيلية على جبهات متعددة. وجاءت تصريحاته خلال كلمة وجهها إلى الجنود والمواطنين، مؤكدًا أن إسرائيل تجاوزت الطوق الذي حاول “الأعداء” فرضه من الشمال والجنوب والضفة الغربية.

رسالة تعبئة ومواصلة القتال

قال نتنياهو إن ما وصفه بـ “البقاء القومي” يتطلب سلسلة متواصلة من التضحيات، مشيدًا بالدور الذي يقوم به الجنود في ما اعتبره “معركة وجودية”. وأوضح أن “الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات في رفح، ويصل في نطاقه إلى جبل الشيخ، مما يعكس حجم الانتشار العسكري والتصعيد في عدة مناطق متزامنة”.

تصعيد الحرب في غزة وتأكيد على المحاسبة

في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر 2023، أكد نتنياهو أن حكومته لن تسكت عما وصفه بـ “المذابح” التي ارتكبتها حركة حماس، متعهدًا بالرد الحاسم والمستمر. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية حققت تقدماً على أكثر من جبهة، في وقت تتواصل فيه العمليات داخل قطاع غزة، وسط انتقادات دولية ومطالبات بوقف فوري لإطلاق النار.

نتنياهو يعلن كسر الطوق العسكري على ثلاث جبهات ويؤكد استمرار العمليات في غزة
نتنياهو يعلن كسر الطوق العسكري على ثلاث جبهات ويؤكد استمرار العمليات في غزة

الواقع الميداني في رفح والضفة

تشير التقارير الميدانية إلى أن منطقة رفح جنوب القطاع أصبحت بؤرة قتال شديدة، مع سعي القوات الإسرائيلية لما وصفته بـ “تفكيك البنية التحتية للعدو”. وفي الضفة الغربية، تستمر العمليات الأمنية التي تستهدف خلايا المقاومة، حسب البيانات الرسمية الإسرائيلية.

ردود الفعل الدولية

في المقابل، تتصاعد الإدانات الدولية ضد استمرار الحصار والعمليات العسكرية في غزة، حيث تم توثيق حالات واسعة من الانتهاكات الإنسانية، أبرزها استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية. منظمات دولية مثل الأمم المتحدة أكدت مرارًا ضرورة التهدئة وفتح ممرات إنسانية عاجلة.

نظرة تحليلية: تصعيد متواصل أم خطاب تعبوي؟

يرى محللون أن تصريحات نتنياهو تعكس استمرار استراتيجية “الضغط الشامل” على جبهات غزة والضفة ولبنان، لكنهم يحذرون من أن الخطاب قد يحمل في طياته محاولة لرفع المعنويات في ظل انتقادات داخلية بشأن استمرار الحرب. كما تُطرح تساؤلات حول المدى الزمني لهذه العمليات ومدى قدرتها على تحقيق ما يُسمى “الحسم الكامل”.

التحديات المقبلة أمام حكومة نتنياهو

  • الضغوط السياسية الداخلية من المعارضة.
  • الانتقادات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
  • الخسائر البشرية والمادية المتزايدة في غزة.
  • القلق من توسع رقعة الحرب لتشمل لبنان أو إيران.

بينما يواصل نتنياهو التلويح بتحقيق انتصارات ميدانية، تبقى الأسئلة مفتوحة حول جدوى هذا التصعيد، وقدرته على إنهاء الصراع بدلًا من تعقيده. الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءًا، وتُثار تساؤلات عن مدى إمكانية التوصل لحل سياسي شامل يعالج جذور الصراع بدلًا من إدارته عبر القوة فقط.