أبو الغيط يحذر من تفاقم الصراع السوداني ويدعو إلى تحرك دولي عاجل لوقف النزاع
في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار النزاع المسلح في السودان، شدد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على ضرورة تكثيف التنسيق الدولي والإقليمي لوقف الحرب الدائرة، مؤكدًا رفض الجامعة لأي تدخل خارجي في الشؤون السودانية. جاء ذلك خلال لقائه بالمبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة، في اجتماع ناقش تطورات الأزمة السودانية من مختلف جوانبها.
موقف عربي ثابت: لا للتدخلات الخارجية
أكد أبو الغيط أن الحل للأزمة السودانية يجب أن ينبع من داخل البلاد، عبر حوار شامل بين جميع الأطراف السودانية، دون إقصاء أو ضغوط خارجية. وأوضح أن الجامعة العربية تتمسك بـ:
- دعم وحدة السودان وسيادته الوطنية.
- رفض أي تدخل أجنبي يعمق الانقسام أو يعيق التسوية.
- المطالبة بإطلاق حوار وطني تقوده الأطراف السودانية ذاتها.
- ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وتفادي انهيارها.
وأشار الأمين العام إلى أن التوازن السياسي في السودان لا يمكن تحقيقه بالقوة، بل عبر الإرادة السياسية والتفاهم الداخلي.
لقاء مع لعمامرة: خطة أممية وتحديات مستجدة
أوضح المتحدث باسم الأمين العام، جمال رشدي، أن اللقاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة تناول خطة المنظمة الدولية للفترة المقبلة في السودان، في ظل المتغيرات العسكرية، لا سيما بعد استعادة القوات المسلحة السودانية لمواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم.
وقال لعمامرة خلال اللقاء: “التدخل المتوازن بين الأمم المتحدة والجامعة العربية ضروري لضمان نجاح أي مبادرة لحل الأزمة، وتفادي تكرار سيناريوهات الفشل في أزمات مشابهة بالمنطقة.”
انهيار إنساني يهدد ملايين السودانيين
يتزامن الحراك الدبلوماسي مع تحذيرات متكررة من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بشأن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في السودان:
- أكثر من 10 آلاف قتيل منذ بداية الحرب في أبريل 2023.
- نزوح داخلي تجاوز 9.5 ملايين شخص بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
- خطر مجاعة يهدد ما يزيد عن 18 مليون شخص داخل البلاد.
- توقف تام للمرافق الطبية في عدد من الولايات المتأثرة.
هذه المؤشرات دفعت جامعة الدول العربية لتجديد مطالبها بفتح ممرات إنسانية آمنة وضمان وصول المساعدات للمناطق المحاصرة والمتضررة.
نحو عملية سلام سودانية شاملة
أبو الغيط شدد على ضرورة بدء عملية سياسية ذات مصداقية، لا تستثني أحدًا، وترتكز على:
- الوقف الفوري لإطلاق النار.
- ضمان انسحاب كافة القوات من المناطق السكنية.
- إنشاء آلية دولية-عربية لدعم الحوار السياسي والمصالحة.
- تفعيل دور المجتمع المدني في جهود إعادة الإعمار والاستقرار.
وأكد أن الجامعة العربية ستواصل تنسيقها مع الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والدول الإقليمية ذات التأثير، لتأمين دعم شامل لعملية التحول السياسي في السودان.
خلفية الأزمة: حرب دموية تقسم البلاد
اندلع الصراع في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش النظامي بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”. تفاقمت الأزمة بسرعة، وأدت إلى كارثة إنسانية وانهيار شبه كامل في البنية التحتية.
فإن 70% من المستشفيات والمراكز الصحية أصبحت خارج الخدمة، فيما تستمر أعمال النهب والانتهاكات بحق المدنيين في مناطق عدة.
خاتمة: هل تنجح الجهود الدبلوماسية في وقف النزيف السوداني؟
رغم استمرار التحديات الميدانية والسياسية، تظل الجهود الدبلوماسية أملًا وحيدًا للخروج من الأزمة. وتؤكد تصريحات أبو الغيط أن العالم العربي يضع أمن السودان واستقراره ضمن أولوياته القصوى، وأن باب الحلول لا يزال مفتوحًا، شريطة أن تتكاتف الإرادات الوطنية مع الجهود الدولية لطي صفحة الحرب وفتح باب السلام والتنمية.