حرائق ضخمة تشتعل مجددًا في جبال القدس .. إسرائيل تطلب الدعم الدولي

شهدت جبال القدس المحتلة، صباح اليوم الأربعاء، اندلاع حريق هائل في منطقة غابة إشتاؤول، القريبة من بلدة مسيلت تسيون، مما تسبب في حالة من الذعر لدى السكان، وأجبر العديد من السائقين على ترك مركباتهم والفرار على الطريق السريع بسبب كثافة الدخان وامتداد النيران.

تفعيل أعلى درجات التأهب لمواجهة الكارثة

استجابة لتفاقم الحريق، أعلنت سلطات الإطفاء الإسرائيلية تفعيل حالة “اللهيب الأحمر”، وهو أعلى مستوى من التأهب لدى جهاز الإطفاء. كما تم إعلان حالة تعبئة عامة لجميع فرق الإنقاذ والإطفاء في البلاد، بعد أن بات الحريق يهدد مباشرة سلامة المواطنين والممتلكات.

وصرحت هيئة الإطفاء والإنقاذ أن سرعة الرياح وصعوبة التضاريس ساهما في انتشار الحريق إلى عدة مناطق مجاورة، مما دفع الشرطة إلى إغلاق الطريق رقم 1، أحد أهم الطرق السريعة في البلاد، وإجلاء سكان التجمعات السكنية القريبة.

حرائق ضخمة تشتعل مجددًا في جبال القدس .. إسرائيل تطلب الدعم الدولي
حرائق ضخمة تشتعل مجددًا في جبال القدس .. إسرائيل تطلب الدعم الدولي

جهود الإنقاذ وإصابات جراء استنشاق الدخان

تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال تسعة أشخاص حوصروا داخل سياراتهم، بعد أن علِقوا وسط سحب كثيفة من الدخان. وبحسب التقارير الأولية، فقد أصيب عدد من الأشخاص بجروح طفيفة نتيجة استنشاق الدخان، فيما احترقت مركبات أخرى بالكامل دون تسجيل إصابات داخلها.

وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي مشاهد توثق لحظات مروعة، تظهر سائقين يفرون من سياراتهم المحترقة، في مشهد يعكس حجم الخطر الذي خلفه الحريق المفاجئ.

طلب مساعدة دولية لإخماد النيران

في ظل الفشل الأولي في احتواء الحريق محليًا، وجهت إسرائيل نداءً عاجلاً إلى خمس دول أوروبية للحصول على دعم جوي وتقني. وقد شمل الطلب دول: قبرص، اليونان، كرواتيا، بلغاريا، وإيطاليا، والتي تمتلك خبرات في التعامل مع حرائق الغابات المعقدة.

ويأتي هذا التطور بعد أسبوع واحد فقط من موجة حرائق مشابهة اجتاحت جبال القدس، ما يثير تساؤلات حول استعدادات السلطات لموسم الحرائق، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.

مخاطر بيئية وأمنية تهدد القدس ومحيطها

الحرائق المتكررة في محيط القدس المحتلة لا تمثل تهديدًا بيئيًا فقط، بل تمتد آثارها لتشمل الأمن الغذائي، والاستقرار السكاني، والسلامة العامة. ويتخوف خبراء البيئة من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتكرار موجات الجفاف قد يؤدي إلى نشوب مزيد من الحرائق خلال الأشهر القادمة.

تجدر الإشارة إلى أن غابة إشتاؤول تُعد من المناطق الطبيعية الهامة في القدس، وتضم تنوعًا بيولوجيًا نادرًا، ما يجعل تأثرها بالحرائق المتكررة كارثة بيئية من الدرجة الأولى.

خاتمة: ضرورة الاستعداد والتعاون الإقليمي

تسلط هذه الحرائق الضوء على حاجة المنطقة لتطوير خطط استجابة عاجلة ومحدثة لمجابهة الكوارث البيئية، وعلى أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الكوارث الناتجة عن التغير المناخي. كما تشكل دعوة عاجلة للجهات المسؤولة بتحديث آليات الإنذار المبكر ورفع جاهزية البنية التحتية في المناطق المعرضة للخطر.