تحذير ديني من مفتي سوريا حول أحداث صحنايا .. دعوة لنبذ الفتنة وحقن الدماء

في ظل تصاعد الأحداث في بلدة صحنايا جنوب دمشق، خرج مفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي عن صمته، موجهاً رسالة إنسانية ودينية إلى جميع أبناء الشعب السوري، محذراً من الانجراف وراء الفتن والدعوات للثأر والانتقام.

دعوة للتعقل وتحكيم العقل

في كلمة مصورة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، ناشد المفتي الرفاعي جميع السوريين بتجنب الفتنة التي وصفها بأنها “تُعرف بدايتها ولا يُعلم أين تنتهي”. وأكد أن إشعال الفتنة يؤدي إلى خسارة جماعية، وأن المتضررين منها هم أبناء الوطن بمختلف أطيافهم.

تحذير ديني من مفتي سوريا حول أحداث صحنايا .. دعوة لنبذ الفتنة وحقن الدماء
تحذير ديني من مفتي سوريا حول أحداث صحنايا .. دعوة لنبذ الفتنة وحقن الدماء

الدم السوري خط أحمر

شدد المفتي على أن “كل قطرة دم سورية محرمة”، معتبرًا أن استسهال سفك الدماء لا يعبر عن بطولة بل عن تهور قد يجر البلاد نحو هاوية لا تُحمد عقباها. وأوضح أن الدعوات للانتقام ليست سوى وساوس شيطانية تسعى لإذكاء نار الصراع بين أبناء الوطن الواحد.

خطاب يهدف إلى وأد الفتنة

أشار الشيخ الرفاعي إلى أن من يسعى لإشعال الصراعات أو التحريض على الثأر لا يمكن أن يكون مصلحًا أو محبًا للبلد، بل يسعى فقط إلى زرع الفوضى والكراهية. وبيّن أن صوت الحكمة والعقل هو ما يجب أن يُسمع في هذا الوقت الحرج.

دعوة للحوار والاحتكام إلى الدولة

في ختام كلمته، دعا المفتي إلى ضرورة الاحتكام إلى مؤسسات الدولة والقانون، معتبرًا أن معالجة الخلافات يجب أن تتم تحت مظلة الدولة وبشكل قانوني وسلمي، حفاظًا على الأرواح والممتلكات، وتجنبًا لانزلاق البلاد نحو دوامة العنف.

خلفية الأحداث: اشتباكات وتصعيد ميداني

تأتي كلمة المفتي في وقت تشهد فيه بلدة صحنايا توترات أمنية كبيرة، وسط تقارير عن اشتباكات بين جماعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة. وكانت وزارة الداخلية السورية قد أشارت إلى تعرض عناصر من قوات الأمن لعدوان إسرائيلي بالتزامن مع تصاعد العنف الداخلي، مما يزيد من تعقيد المشهد.

ردود فعل وتفاعل شعبي

لقيت كلمة المفتي تفاعلًا واسعًا بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد العديد من المتابعين بدعوته للسلام والحوار ورفضه للعنف، في حين طالب البعض الآخر بضرورة تحرك رسمي سريع لضبط الوضع الأمني وحماية المدنيين.

الرسالة الأهم: سوريا لكل السوريين

وجه المفتي رسالة ختامية مفادها أن سوريا لا تتسع لمزيد من الصراعات، وأن العيش المشترك لا يتحقق إلا بالعدالة والتسامح، داعيًا الجميع إلى أن يكونوا حُماة لوطنهم لا وقودًا للفتنة.

في هذا السياق، يتضح أن موقف المؤسسة الدينية يسير في اتجاه دعم الاستقرار والسلم الأهلي، وهو موقف يعكس إدراكًا كبيرًا لحساسية المرحلة التي تمر بها البلاد.