شيخ عقل دروز لبنان يحذر .. مخطط إسرائيلي لتأجيج الفتنة في سوريا
في ظل تصاعد التوترات الأمنية في ريف دمشق، حذّر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، من محاولات مريبة لزرع الفتنة في سوريا، داعيًا إلى ضبط النفس والتدخل الفوري لحماية السلم الأهلي ووحدة البلاد. جاءت تصريحاته خلال اجتماع موسع لزعماء الطائفة الدرزية في دار الطائفة بمنطقة فردان – بيروت، بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والدينية.
تحذير من مشروع فتنة.. ومطالبة بوقف الانهيار الأمني
أكد الشيخ سامي أبي المنى أن ما يحدث في منطقة أشرفية صحنايا يمثل “مشروع فتنة” واضح المعالم، معبّرًا عن قلقه الشديد من استغلال الظروف الراهنة لتأجيج الصراع الطائفي. وشدّد على ضرورة أن تتحمّل الدولة السورية مسؤولياتها الكاملة في حماية جميع المواطنين بمختلف أطيافهم، دون تمييز.
وقال أبي المنى: “ندين كل محاولة للمساس بالرسول الكريم ونرفض كل دعوة للفتنة، والدروز كانوا دومًا جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري”. كما أشار إلى وجود “أيادٍ خفية” تعمل على تغذية الصراعات الداخلية، محذرًا من أن بعض الجهات – وعلى رأسها إسرائيل – تسعى لتنفيذ أجندات مشبوهة على الأرض السورية.
مطالبات للحكومة السورية والدول المعنية
- دعا أبي المنى الحكومة السورية إلى ضبط الفصائل المسلحة الخارجة عن سيطرتها.
- طالب قوى الأمن بتكثيف جهودها لحماية المدنيين والحفاظ على وحدة البلاد.
- حثّ الدول المعنية بالملف السوري على التدخل السريع لوقف الانهيار الأمني.
رفض واضح لأي مشاريع تقسيم أو انقسام طائفي
وفي خضم التصريحات، جدد شيخ عقل الدروز موقف الطائفة الرافض لأي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا أو إنشاء كيانات طائفية مستقلة، مؤكدًا: “هويتنا عربية إسلامية، ولا نقبل أن تُستخدم طائفتنا كورقة في مشاريع تفتيت المنطقة”.
وشدد على أن أبناء الطائفة الدرزية ليسوا في حالة عداء مع أي مكون إسلامي، بل إنهم يؤمنون بالحوار والمحبة، ويدعون إلى الحفاظ على الدم السوري ورفض دعوات الثأر والانتقام.
حضور رفيع ومخاوف من تصعيد أكبر
شهد الاجتماع حضورًا بارزًا ضم الزعيم السياسي وليد جنبلاط، وعددًا من الوزراء والنواب وقضاة الطائفة، ما يعكس حجم القلق داخل المجتمع الدرزي بشأن ما يجري في سوريا. وتطرّق المجتمعون إلى السيناريوهات المحتملة لتطور الوضع في منطقة أشرفية صحنايا، حيث قُتل 16 شخصًا، بينهم مدنيون وعناصر أمن، خلال هجمات شنّتها مجموعات مسلحة.
وفق ما أوردته الجهات الرسمية السورية، دخل المسلحون المنطقة من جهة “مبنى الكويتي”، واندلعت اشتباكات عنيفة مع القوات الأمنية، ما دفع السلطات لإطلاق عملية تمشيط موسعة لضبط المتورطين. في المقابل، أعلنت إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية “تحذيرية” قالت إنها تهدف إلى حماية أبناء الطائفة الدرزية، وهو ما اعتبره متابعون تدخلاً مرفوضًا يزيد من تعقيد المشهد.
دعوات لضبط النفس والتكاتف
في ختام البيان، دعا الشيخ سامي أبي المنى جميع السوريين إلى التزام الهدوء وتفويت الفرصة على من يسعى لإشعال فتيل الفتنة. وقال: “لا نريد أن نُزج في صراع عبثي، وعلينا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية، فكل قطرة دم تُراق تؤلمنا جميعًا”.
كما أكد أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو الحوار الداخلي المسؤول، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي لا تبحث عن مصلحة الشعب السوري، بل تستغل أزماته لمصالحها الخاصة.
بين التصعيد العسكري والمواقف السياسية، يبقى المطلب الأساسي للطائفة الدرزية في لبنان هو صون دماء السوريين، والحفاظ على وحدة سوريا، وإبعاد الطائفة عن أي صراع مسلح أو تجاذب سياسي إقليمي. ويُشكل هذا التحذير دعوة مفتوحة للحكومة السورية وللمجتمع الدولي لوقف نزيف الفوضى في ريف دمشق قبل أن تتحول الأزمة إلى نزاع مفتوح يصعب احتواؤه.