الإمارات ترفض إساءة استخدام مجلس الأمن من قبل الجيش السوداني

أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ”الاستغلال غير المقبول” لمنصات مجلس الأمن الدولي من قِبل ممثل القوات المسلحة السودانية. جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته البعثة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة، أكدت فيه أن نشر معلومات مغلوطة وتحريف نتائج تقارير أممية بهدف التضليل يُعد تجاوزًا خطيرًا لا يمكن التغاضي عنه.

تحريف الحقائق ومحاولة تسييس تقارير الأمم المتحدة

أكدت البعثة الإماراتية أن ممثل الجيش السوداني سعى إلى تشويه محتوى تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة حول السودان، واعتبرت أن هذا السلوك يُقوّض نزاهة النظام الدولي ويشوّه الحقائق لخدمة أجندات سياسية ضيقة. وأضافت أن مثل هذه التصرفات تنتهك المبادئ الأساسية للأمم المتحدة وتعرقل الجهود الرامية إلى وقف النزاع في السودان.

الإمارات ترفض إساءة استخدام مجلس الأمن من قبل الجيش السوداني(1)
الإمارات ترفض إساءة استخدام مجلس الأمن من قبل الجيش السوداني(1)

رسالة حاسمة لمجلس الأمن

في رسالتها الرسمية إلى مجلس الأمن، شددت الإمارات على ضرورة منع إساءة استخدام المنصات الدولية في ترويج السرديات المضللة، مؤكدة على ضرورة أن يظل التركيز منصبًا على وقف الأعمال العدائية في السودان وتخفيف الكارثة الإنسانية المتفاقمة هناك.

قرقاش: التقرير الأممي يفضح ادعاءات الجيش السوداني

وفي تعليق مباشر على الأحداث، صرح الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، بأن تقرير مجلس الأمن حول الوضع في السودان “يدحض بشكل قاطع” مزاعم الجيش السوداني ضد الإمارات. وأوضح عبر حسابه على منصة إكس أن التقرير يكشف بوضوح عن الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف المتصارعة بحق المدنيين، داعيًا إلى وقف فوري للحرب.

موقف إماراتي ثابت في دعم السودان

الإمارات أكدت مرارًا التزامها بدعم السودان في محنته، حيث سبق وأعربت، في جلسة محكمة العدل الدولية في لاهاي بتاريخ 10 أبريل، عن رفضها للادعاءات التي وصفتها بـ”الباطلة”، مشيرة إلى أن الجيش السوداني فشل في تقديم أي دليل قانوني أو موضوعي يدعم مزاعمه، مما جعل القضية فاقدة للشرعية والمصداقية.

التأكيد على المسؤوليات القانونية والأخلاقية

اختتم قرقاش تصريحه بالإشارة إلى أن الشكوى المقدمة من الجيش السوداني ضد الإمارات لا تُعفيه من المسؤولية عن الانتهاكات الجسيمة التي وثقتها تقارير أممية متعددة، إلى جانب ما وثقته الإدارة الأمريكية، معتبرًا أن تحميل الإمارات المسؤولية يُعد تلاعبًا بالرأي العام ومحاولة للتنصل من المساءلة.

دعوة إلى حل سياسي شامل

في ظل تصاعد الأزمة السودانية، جددت الإمارات دعوتها لجميع الأطراف المعنية إلى العودة لطاولة الحوار، والعمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار، وحل سياسي شامل يضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه، ويراعي معاناة الشعب السوداني.

تؤكد هذه التطورات أن الإمارات تتمسك بدورها كفاعل دولي ملتزم بالقانون الدولي وداعم لحلول سلمية، وترفض أي محاولة لتحويل المنابر الدولية إلى ساحات للصراع السياسي أو التحريض الإعلامي، داعية إلى الالتزام بالحوار واحترام آليات الأمم المتحدة.