اغتيال رئيس بلدية صحنايا وابنه يثير تساؤلات حول الأوضاع الأمنية في ريف دمشق

في حادثة مأساوية جديدة تعكس تصاعد التوترات الأمنية في بعض مناطق سوريا، قُتل رئيس بلدية صحنايا بريف دمشق، حسام ورور، إلى جانب ابنه الوحيد، إثر تعرضهما لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين. وجاءت هذه الجريمة بعد ساعات فقط من ظهوره في تسجيل مصور يعبّر فيه عن ترحيبه بدخول القوات الحكومية إلى المنطقة، ما يثير الكثير من التساؤلات حول دوافع الاغتيال وتوقيته.

تفاصيل حادثة الاغتيال

بحسب ما أفادت به مصادر إعلامية سورية محلية وناشطون عبر مواقع التواصل، وقع الهجوم في وقت مبكر من صباح الخميس، حين كان رئيس البلدية برفقة نجله في محيط البلدة. وقد أُطلق عليهما الرصاص من مسافة قريبة، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، في حين لاذ الجناة بالفرار.

وتشير الأنباء إلى أن هذا الهجوم ليس حادثًا منعزلًا، بل يأتي في سياق تصاعد النزاعات المسلحة في جنوب سوريا، وخاصة بعد توتر العلاقات بين فصائل محلية والقوات النظامية.

ارتباط الهجوم بتصعيدات أمنية سابقة

تزامنت عملية الاغتيال مع حادثة أخرى دامية وقعت يوم الأربعاء، حيث لقي ما لا يقل عن 15 مسلحًا درزيًا مصرعهم في “كمين محكم” أثناء توجههم إلى ريف دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الكمين نُفذ بواسطة عناصر من قوات وزارتي الداخلية والدفاع، بمشاركة مجموعات مسلحة مرتبطة بهما.

اغتيال رئيس بلدية صحنايا وابنه يثير تساؤلات حول الأوضاع الأمنية في ريف دمشق(1)
اغتيال رئيس بلدية صحنايا وابنه يثير تساؤلات حول الأوضاع الأمنية في ريف دمشق(1)

 

وبحسب تقارير محلية، كان هؤلاء المسلحون متجهين إلى بلدة صحنايا لدعم فصائلهم في مواجهات وقعت مؤخرًا هناك، مما دفع بعض المحللين إلى الربط بين الهجوم على وفد المسلحين واغتيال رئيس البلدية.

ردود فعل محلية وغضب في السويداء

أعربت شبكة السويداء 24، وهي منصة إخبارية محلية، عن استنكارها للحادث، ووصفت ما حدث بأنه “كمين غادر”، أدى إلى سقوط “ثلة من أبناء الجبل”، في إشارة إلى أبناء الطائفة الدرزية. وقد أثار الحادث موجة من الغضب والحزن في أوساط المجتمع المحلي، خصوصًا في محافظة السويداء التي تشهد توترًا متصاعدًا منذ أشهر.

وتطالب الأصوات المحلية بفتح تحقيق شفاف في ملابسات الجريمتين، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الحوادث إلى مزيد من الانقسام والاشتباكات الطائفية والمناطقية.

تحديات أمنية تواجه الحكومة السورية

تسعى الحكومة السورية إلى فرض الاستقرار في مناطق ريف دمشق، لا سيما بعد سنوات من النزاع المسلح، إلا أن تكرار الحوادث الأمنية والكمائن المسلحة يشير إلى استمرار وجود تحديات خطيرة على الأرض. ويبدو أن سيطرة الدولة على بعض المناطق لا تزال هشة، في ظل تعقيدات المشهد السوري وتعدد الجهات المسلحة المحلية والإقليمية.

ويرى مراقبون أن تعزيز التنسيق الأمني بين القوات الحكومية والمجتمعات المحلية بات ضرورة ملحة لتفادي المزيد من التصعيد، خاصة في المناطق التي تشهد تنوعًا طائفيًا ومناطقيًا كبيرًا.

ما الذي ينتظر ريف دمشق؟

تبقى الأسئلة مفتوحة حول الجهة المسؤولة عن اغتيال رئيس البلدية، ودلالات توقيت الجريمة بعد تصريحاته المرحبة بتواجد القوات الرسمية. كما أن الكمين الذي أودى بحياة المسلحين الدروز سيزيد من حالة الاحتقان، وقد يؤثر على العلاقة بين السويداء ودمشق في المستقبل القريب.

في ظل هذه التطورات، يترقب السوريون ما إذا كانت الدولة ستتخذ خطوات فعلية لمعالجة أسباب التصعيد، أو أن الوضع سيتجه نحو مزيد من المواجهات التي تعيق الاستقرار وتضر بفرص التعافي.