مجزرة النهود .. تفاصيل الجريمة وتداعياتها في غرب كردفان
شهدت مدينة النهود، العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان، واحدة من أبشع الجرائم في الصراع السوداني المستمر. فقد أقدمت قوات الدعم السريع على قتل أكثر من 100 مدني، بينهم أطفال ونساء، في هجوم وحشي أعقب سيطرتها على المدينة. يسلط هذا المقال الضوء على تفاصيل الحادث، تداعياته الإنسانية، وما يمكن أن يعنيه لمستقبل المنطقة.
ما حدث في النهود؟
في 2 مايو 2025، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة النهود بعد معارك ضارية مع الجيش السوداني. وبعد ساعات من السيطرة، نفذت القوات هجومًا منهجيًا أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني، بينهم 21 طفلًا و15 امرأة، وفقًا لشبكة أطباء السودان. لم تقتصر الانتهاكات على القتل، بل شملت نهب الأسواق، تدمير الصيدليات، واقتحام مستشفى النهود التعليمي، مما أوقف الخدمات الطبية بالكامل.
التداعيات الإنسانية
تسبب الهجوم في أزمة إنسانية حادة في النهود، حيث فقد السكان الوصول إلى الرعاية الطبية والإمدادات الأساسية. وتشمل الآثار الرئيسية:
- توقف الخدمات الصحية: اقتحام المستشفى ونهب الإمدادات الطبية ترك المرضى والمصابين دون علاج.
- نزوح جماعي: دفع العنف آلاف السكان للفرار إلى مناطق أكثر أمانًا، مما زاد من أعداد النازحين في السودان، التي تجاوزت 15 مليون شخص وفقًا للأمم المتحدة.
- دمار البنية التحتية: تدمير الصيدليات والأسواق زاد من معاناة السكان الذين يعتمدون على هذه المرافق لتلبية احتياجاتهم اليومية.
رد الفعل والمطالبات الدولية
أدانت شبكة أطباء السودان الجريمة، واصفة إياها بانتهاك صارخ للقوانين الدولية. وطالبت الشبكة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات. كما دعا ناشطون سودانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى محاسبة المسؤولين عن المجزرة، مستخدمين وسم #مجزرة_النهود لتسليط الضوء على الحادث.
السياق العام للصراع في السودان
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شهد السودان تصعيدًا غير مسبوق في العنف. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، أودت الحرب بحياة أكثر من 20 ألف شخص، مع نزوح ملايين آخرين. وتعد مدينة النهود نقطة استراتيجية تربط ولايات كردفان ودارفور، مما يجعلها هدفًا رئيسيًا في الصراع.
لما تتكرر مثل هذه الجرائم؟
يعود تكرار مثل هذه الانتهاكات إلى عدة عوامل:
-
- غياب المحاسبة: عدم محاسبة المتورطين في جرائم سابقة، مثل مجزرة ود النورة التي قتل فيها 100 مدني في يونيو 2024، يشجع على ارتكاب المزيد من الانتهاكات.
- الصراع على الموارد: تسعى الأطراف المتحاربة للسيطرة على المناطق الغنية بالموارد، مثل النهود المعروفة بإنتاج الفول السوداني والصمغ العربي.
- ضعف الاستجابة الدولية: رغم الإدانات المتكررة، لم تتخذ الأمم المتحدة أو الدول الكبرى إجراءات ملموسة لوقف العنف.
ما الذي يمكن فعله؟
لحماية المدنيين في النهود ومناطق الصراع الأخرى، ينبغي اتخاذ خطوات عاجلة، منها:
- إنشاء ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات الطبية والغذائية.
- تشكيل لجان تحقيق دولية مستقلة لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة الجناة.
- تكثيف الضغط الدبلوماسي على الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار.
تمثل مجزرة النهود فصلًا جديدًا في سلسلة الانتهاكات التي يعاني منها الشعب السوداني. إن استمرار العنف دون تدخل دولي فعال يهدد بمزيد من المآسي. يبقى الأمل معلقًا على جهود المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإنقاذ المدنيين وإنهاء هذا الصراع المدمر.