تركيا ترفض مرور طائرة نتنياهو عبر مجالها الجوي في طريقه إلى أذربيجان
في خطوة تعكس توتر العلاقات الإقليمية، أعلن مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا قررت عدم السماح لطائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعبور أجوائها خلال رحلته المرتقبة إلى أذربيجان، المقررة بين 7 و11 مايو الجاري.
قرار سياسي ذو دلالة دبلوماسية
أكد مصدر في الرئاسة التركية أن القرار يأتي امتدادًا لسياسة أنقرة الحالية بإغلاق المجال الجوي أمام الطيران الإسرائيلي منذ عدة أشهر، وأنه لا توجد نية لاستثناء زيارة نتنياهو من هذا الحظر، حتى وإن كانت الزيارة ذات طابع ثنائي لدولة ثالثة مثل أذربيجان.
ويُنظر إلى هذا القرار على أنه يحمل رسالة سياسية قوية، في ظل العلاقات المتذبذبة بين تركيا وإسرائيل، والتي شهدت تقلبات حادة خلال السنوات الماضية نتيجة للخلافات حول القضية الفلسطينية وملفات إقليمية حساسة.
ما وراء الرفض التركي؟
- التوتر الإقليمي: تركيا تنتقد باستمرار السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، خاصة بعد العمليات الأخيرة في غزة والضفة الغربية.
- التنسيق مع أذربيجان: رغم أن أذربيجان تربطها علاقات جيدة بإسرائيل، فإن تركيا تسعى للحفاظ على نفوذها لدى باكو، خاصة بعد الحرب الأخيرة في ناغورنو قره باغ.
- موقف داخلي داعم: داخليًا، يعزز هذا الموقف شعبية أردوغان بين قطاعات من المجتمع التركي المناصرة للقضية الفلسطينية.
زيارة نتنياهو إلى أذربيجان: أهمية استراتيجية
من جهته، كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق عن الزيارة الرسمية المرتقبة لنتنياهو إلى أذربيجان، ضمن جولة تهدف لتعزيز التعاون الأمني والتقني، خصوصًا في مجالات الدفاع والطاقة. وتعد أذربيجان واحدة من أقرب الحلفاء الإقليميين لإسرائيل، وتوفر لها بوابة استراتيجية نحو الحدود الإيرانية.
وتثير هذه الزيارة حساسية خاصة، نظرًا لتقارب أذربيجان من تركيا، ما يضع أنقرة في موقف دقيق بين حليفين يتبادلان التوتر.
التداعيات المحتملة للقرار التركي
يرى محللون أن الخطوة التركية قد تعمق الفجوة بين أنقرة وتل أبيب مجددًا، بعد محاولات سابقة لإعادة العلاقات إلى مسارها الدبلوماسي الطبيعي، خصوصًا بعد تطبيع محدود جرى في 2022. كما أن الموقف التركي قد يُفسَّر إقليميًا كإعادة تموضع في ظل التغيّرات الجيوسياسية المتسارعة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، من غير المتوقع أن تمر هذه الخطوة دون رد دبلوماسي، وقد يتم اللجوء إلى ترتيبات بديلة لخط سير الطائرة، عبر مسارات أخرى مثل جورجيا أو البحر الأسود.
ردود الفعل المرتقبة
حتى الآن، لم يصدر رد رسمي من الجانب الإسرائيلي حول القرار التركي، لكن وسائل إعلام عبرية بدأت تتداول تقارير حول “عدم تعاون” تركيا بشأن ترتيبات الزيارة. ومن المرجح أن تتناول الأوساط السياسية والإعلامية هذا الملف في الأيام المقبلة مع اقتراب موعد الزيارة.
خلاصة: قرار تركيا مؤشر على نهج جديد في إدارة العلاقات الإقليمية
تُظهر هذه الخطوة من أنقرة أن تركيا لا تزال متمسكة بمواقفها السياسية حيال القضايا الإقليمية الحساسة، حتى لو تعارضت مع مصالح تكتيكية آنية. ويعكس ذلك رغبة القيادة التركية في إرسال رسائل واضحة بشأن مواقفها في خضم واقع دولي متغير وتحالفات متقلبة.