مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال

في مشهد متكرر يعكس تصاعد التوترات في مدينة القدس المحتلة، اقتحمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين، صباح الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات كبيرة من شرطة الاحتلال. وشهدت العملية تنفيذ جولات استفزازية داخل الحرم، وسط أداء طقوس تلمودية في مناطق متفرقة، ما أثار استياء واسعاً بين الفلسطينيين والجهات الدينية والإسلامية.

تفاصيل الاقتحام الاستفزازي

أفادت محافظة القدس في بيان رسمي بأن الاقتحام تم على شكل مجموعات منظمة، بدأت دخولها من جهة باب المغاربة، الذي يخضع منذ سنوات لسيطرة الاحتلال الكامل. وخلال جولاتهم، أقدم المستوطنون على أداء طقوس دينية تلمودية بالقرب من قبة الصخرة المشرفة، الأمر الذي يُعد انتهاكًا واضحًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد.

ردود الفعل الفلسطينية

  • نددت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بالاقتحام، معتبرةً أن ما جرى يمثل تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا لمشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم.
  • أكدت الجهات الدينية الفلسطينية أن استمرار هذه الانتهاكات يُهدد بإشعال موجة جديدة من التوتر في المدينة المقدسة، مطالبةً بضرورة تدخل المجتمع الدولي لحماية المقدسات الإسلامية.
  • أطلقت شخصيات دينية مناشدات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، للتصدي لأي محاولات لفرض واقع جديد من قِبل الاحتلال.

سياق تصاعدي لانتهاكات الاحتلال

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد ملحوظ لانتهاكات سلطات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، حيث تكررت عمليات الاقتحام بشكل شبه يومي خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة في فترات الأعياد اليهودية. وقد وثقت جهات حقوقية فلسطينية ودولية تنفيذ أكثر من 250 اقتحامًا منذ بداية عام 2025، في مخالفة صريحة للاتفاقيات الدولية التي تؤكد على حماية الأماكن الدينية.

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال(1)
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال(1)

الخطورة على الوضع القانوني والتاريخي

الوضع القائم في المسجد الأقصى يُعد جزءًا من اتفاقيات دولية، وعلى رأسها التفاهمات الأردنية-الإسرائيلية، التي تعترف بإدارة دائرة الأوقاف الأردنية للمسجد، وتحظر أداء أي طقوس غير إسلامية داخله. غير أن ما يحدث اليوم من قبل المستوطنين، وبحماية الاحتلال، يُنذر بمحاولات فرض سيادة جديدة مرفوضة دوليًا ومحليًا.

مطالب بتحرك عربي وإسلامي عاجل

دعت هيئة علماء المسلمين ومجلس الإفتاء الأعلى إلى تحرك عاجل من قبل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، للضغط على حكومة الاحتلال لوقف تلك الانتهاكات. كما شددت على أهمية استمرار الدعم القانوني والإعلامي والدبلوماسي للقضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الطابع الإسلامي للقدس والمقدسات.

يستمر المسجد الأقصى في مواجهة محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني، وسط تصعيد غير مسبوق من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال. ويبقى الوعي الجماهيري والدعم العربي والإسلامي والدولي ضرورة ملحة للحفاظ على الهوية المقدسية ومكانة الأقصى في وجدان الأمة.