الرعاية الصحية تعتمد أجهزة تحليل ميكروبيولوجي متطورة للارتقاء بجودة التشخيص ومكافحة العدوى

في خطوة غير مسبوقة على مستوى القطاع الصحي الحكومي في مصر، أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية عن إدخال أجهزة تحليل ميكروبيولوجي أوتوماتيكية حديثة ضمن معاملها المركزية، وذلك في إطار تبني استراتيجية “الطب الدقيق” وتقنيات التشخيص المتطورة لمواجهة التحديات الصحية، وعلى رأسها مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية.

أول جهة حكومية مصرية تعتمد الأجهزة الأوتوماتيكية لتحليل البكتيريا

أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، أن الهيئة باتت أول مؤسسة صحية حكومية في البلاد تمتلك وتشغّل أجهزة تحليل ميكروبيولوجي متقدمة، مثل جهاز «الباكت»، مما يمثّل نقلة نوعية في مجال رصد العدوى البكتيرية وتشخيصها بدقة عالية.

الرعاية الصحية تعتمد أجهزة تحليل ميكروبيولوجي متطورة للارتقاء بجودة التشخيص ومكافحة العدوى
الرعاية الصحية تعتمد أجهزة تحليل ميكروبيولوجي متطورة للارتقاء بجودة التشخيص ومكافحة العدوى

 

وأوضح السبكي أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة بالتعاون مع هيئة الشراء الموحد، تتيح تزويد معامل الهيئة بدفعات إضافية من هذه الأجهزة لدعم منظومة التحاليل الميكروبيولوجية الحديثة في جميع منشآتها.

النتائج الأولية: انخفاض استهلاك المضادات الحيوية بنسبة 22%

كشف السبكي عن نتائج إيجابية مبدئية لتطبيق الخرائط الميكروبيولوجية داخل المستشفيات والمراكز التابعة للهيئة، حيث ساعدت هذه التكنولوجيا في مراقبة استخدام المضادات الحيوية وفقًا لأنماط المقاومة البكتيرية الفعلية، مما أدى إلى تقليل الاستهلاك بنسبة 22%، مع خطة لرفع هذه النسبة إلى 42% خلال الفترة المقبلة.

  • خفض معدلات الإفراط في صرف المضادات الحيوية
  • رصد دقيق لحالات العدوى ومسبباتها البكتيرية
  • دعم اتخاذ القرار العلاجي المبني على البيانات المخبرية

تعاون مشترك لتعزيز جودة الرعاية الصحية

أشار رئيس الهيئة إلى أن هذه المبادرة تأتي بدعم وتنسيق وثيق مع هيئات محلية ودولية، من بينها هيئة الدواء المصرية، والمجلس الصحي المصري، وهيئة الاعتماد والرقابة الصحية، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية، بما يضمن توافق البرامج مع المعايير العالمية للجودة ومكافحة العدوى.

مخاطر الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية

في ختام كلمته خلال المؤتمر المتخصص في مقاومة مضادات الميكروبات، وجّه الدكتور السبكي تحذيرًا من خطورة الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية، مشيرًا إلى تقارير منظمة الصحة العالمية التي قدرت الخسائر العالمية من تفشي مقاومة الميكروبات بنحو 3 تريليونات يورو بحلول عام 2030، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية.

“نسعى إلى تحويل منشآتنا إلى مراكز طبية تعتمد الطب الدقيق والتقنيات الذكية في مواجهة الأمراض، وهو ما يدعم صحة المواطن المصري ويقلل من الكُلفة الاقتصادية على الدولة” — د. أحمد السبكي

الخطوة المقبلة: مستشفى بورسعيد للصحة النفسية كمركز إقليمي

على هامش المؤتمر، أشار السبكي إلى أن الهيئة تسعى لتحويل مستشفى الصحة النفسية ببورسعيد إلى مركز إقليمي متخصص في الطب النفسي، بما يعزز الخدمات المتكاملة للمواطنين في هذا المجال الحيوي.

الاستعدادات الطارئة بسبب سوء الأحوال الجوية

كما أعلنت الهيئة رفع حالة الطوارئ ودرجة الاستعداد القصوى في جميع المنشآت الصحية بمحافظات التأمين الصحي الشامل، استعدادًا للتقلبات الجوية المحتملة، بما يضمن استمرار تقديم الرعاية الصحية دون انقطاع.

اعتماد هيئة الرعاية الصحية على أحدث أجهزة تحليل الميكروبيولوجي يعكس التزام الدولة المصرية بتطوير بنيتها الصحية وفق أعلى المعايير العالمية. وبينما تمضي الهيئة قدمًا في تبني نموذج الطب الدقيق، فإن هذا التحول الرقمي يعزز جهود مكافحة العدوى وترشيد استخدام المضادات الحيوية، بما يعود بالنفع على صحة المواطنين واقتصاد الدولة.