تعزيز العلاقات بين مصر وجزر القمر .. السيسي يؤكد عمق الروابط التاريخية
في إطار الاهتمام المصري المستمر بتقوية أواصر التعاون مع الدول الإفريقية والعربية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية القمر المتحدة عثمان غزالي، بقصر الاتحادية، في زيارة رسمية تعكس متانة العلاقات بين البلدين.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، عبّر الرئيس السيسي عن ترحيبه بالرئيس غزالي في “بلده الثاني مصر”، مشددًا على عمق الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين، والتي ترتكز على قيم الهوية العربية والإفريقية والإسلامية.
الهوية المشتركة أساس التعاون
أكد الرئيس المصري أن ما يجمع البلدين ليس فقط العلاقات السياسية والدبلوماسية، بل أيضًا رابطة الهوية المشتركة التي تمثل أساسًا صلبًا لتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وشدد على أن مصر ترى في جزر القمر شريكًا أصيلًا في جهود التنمية والاستقرار الإقليمي.
فرص التعاون بين مصر وجزر القمر
تسعى القاهرة وموروني إلى توسيع الشراكة في قطاعات حيوية تشمل:
- التعليم وتبادل المنح الدراسية
- الرعاية الصحية والخدمات الطبية
- التنمية الزراعية والثروة السمكية
- البنية التحتية والطاقة المتجددة
وتبرز مصر كلاعب إقليمي فاعل يمتلك خبرات يمكن نقلها إلى الدول الشقيقة مثل جزر القمر، ضمن إطار التعاون جنوب-جنوب.
مصر تعزز حضورها في إفريقيا
تأتي زيارة رئيس جزر القمر في سياق توجه استراتيجي مصري لتعزيز العلاقات مع دول القارة الإفريقية، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة. وتسعى مصر إلى دعم القضايا الإفريقية في المحافل الدولية، مع التركيز على الأمن الغذائي، والتغير المناخي، والنمو المستدام.
تصريحات رسمية تعكس التقدير المتبادل
من جانبه، عبّر الرئيس عثمان غزالي عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، وأشاد بالدور المصري الرائد في دعم التنمية بالقارة السمراء، مؤكدًا حرص جزر القمر على مواصلة التنسيق مع مصر في مختلف القضايا الثنائية والدولية.
دعم مصري للتنمية في جزر القمر
تدعم مصر عددًا من المبادرات التنموية في جزر القمر، من بينها:
- مراكز طبية مصرية لتقديم الرعاية الأولية
- منح دراسية جامعية للطلاب القمريين
- مشروعات ري وبنية تحتية بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية
رسالة سياسية واضحة
زيارة رئيس جزر القمر لمصر تؤكد أن القاهرة لا تكتفي بالمجاملات الدبلوماسية، بل تسعى لبناء علاقات تعاون حقيقية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ما يعزز من موقعها كدولة مركزية في إفريقيا والعالم العربي.
ومن المتوقع أن تترجم هذه الزيارة إلى خطوات عملية في المستقبل القريب، سواء عبر توقيع مذكرات تفاهم أو إطلاق برامج تعاون ثنائي جديدة تخدم مصالح الشعبين.
تجسد زيارة الرئيس عثمان غزالي لمصر حرص البلدين على تطوير شراكة استراتيجية شاملة، مدعومة بروابط تاريخية وثقافية عميقة. ومن خلال هذا اللقاء، ترسل القاهرة رسالة واضحة تؤكد التزامها بالعمل المشترك مع الدول الإفريقية، خاصة جزر القمر، من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وتقدمًا في المنطقة.