تعزيز العلاقات المصرية اليونانية .. رؤية الرئيس السيسي لمستقبل الشراكة

في إطار العلاقات الثنائية المتينة بين مصر واليونان، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي على الأهمية الاستراتيجية للتعاون بين البلدين، وذلك خلال لقائه مع رئيس البرلمان اليوناني، السيد كونستانتينوس تاسولاس، بالعاصمة أثينا. جاء ذلك ضمن زيارته الخامسة إلى اليونان، والتي تعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية التي تجمع بين الشعبين.

أواصر تاريخية تعزز الشراكة الحالية

أشار الرئيس السيسي إلى أن العلاقات المصرية اليونانية تمتد عبر قرون من التفاعل والتبادل الحضاري، حيث يجمع البلدين تاريخ مشترك من القيم الإنسانية والديمقراطية. كما أعرب عن امتنانه للترحيب الحار الذي حظي به خلال الزيارة، ما يعكس الاحترام المتبادل بين الدولتين.

تعزيز العلاقات المصرية اليونانية .. رؤية الرئيس السيسي لمستقبل الشراكة(1)
تعزيز العلاقات المصرية اليونانية .. رؤية الرئيس السيسي لمستقبل الشراكة(1)

 

وخلال المباحثات، أكد السيسي أن العلاقات الثنائية بين مصر واليونان باتت نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، بفضل التنسيق المستمر والتفاهم المشترك حول العديد من الملفات الإقليمية والدولية.

التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية

أوضح الرئيس أن البلدين يشتركان في وجهات نظر متقاربة بشأن أبرز القضايا الإقليمية، مثل استقرار شرق البحر المتوسط، مكافحة الإرهاب، ومواجهة الهجرة غير الشرعية. وأكد على أن هذا التنسيق يعزز من استقرار المنطقة ويخدم مصالح الشعبين في آن واحد.

  • تعزيز أمن شرق المتوسط
  • مكافحة الإرهاب والتطرف
  • إدارة ملف الهجرة غير الشرعية بفعالية

كما أشار إلى أن مصر تتطلع إلى تعزيز التعاون في هذه الملفات الحساسة من خلال شراكة استراتيجية متينة مع الجانب اليوناني، في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة.

فرص استثمارية وشراكات اقتصادية واعدة

لم يقتصر حديث الرئيس السيسي على القضايا السياسية، بل شمل أيضًا التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار. حيث أكد على اهتمام مصر بجذب الاستثمارات اليونانية وتعزيز التبادل التجاري، مع التركيز على قطاعات مثل الطاقة المتجددة، النقل البحري، والسياحة.

هذا بالإضافة إلى التعاون في قطاع التعليم والثقافة، من خلال تبادل الخبرات الأكاديمية والمعرفية، بما يدعم بناء جسور تواصل أعمق بين الأجيال القادمة في البلدين.

دور اليونان داخل الاتحاد الأوروبي وأهميته لمصر

أشاد السيسي بالدور الإيجابي الذي تلعبه اليونان داخل الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن التنسيق المصري-اليوناني يسهم بشكل فعال في تمثيل قضايا الشرق الأوسط داخل المحافل الأوروبية. وأكد أن استمرار هذا التعاون سيسهم في تعزيز المصالح الإقليمية المشتركة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

نحو شراكة استراتيجية شاملة

في ختام اللقاء، عبّر الرئيس السيسي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين البلدين، مؤكدًا أن الشراكة التاريخية بين مصر واليونان ليست مجرد تعاون عابر، بل هي تحالف استراتيجي راسخ مبني على الثقة المتبادلة والتفاهم المشترك. كما أعرب عن تمنياته للشعب اليوناني بمزيد من التقدم والازدهار.

 تحالف استراتيجي يصنع الفرق

تعكس كلمات الرئيس السيسي التزام مصر الثابت بتعزيز علاقتها مع اليونان كركيزة للاستقرار والتعاون في شرق المتوسط. ومع توافر الإرادة السياسية من الجانبين، فإن هذه الشراكة مرشحة لتكون نموذجًا ناجحًا في بناء تحالفات إقليمية متوازنة تحقق الأمن والتنمية المستدامة.