شهدت سوق الأسهم السعودية بداية قوية في آخر جلسات الأسبوع، حيث افتتح المؤشر العام على ارتفاع بنسبة 0.4% ليصل إلى مستوى 11444 نقطة، بدعم ملحوظ من أسهم كبرى الشركات مثل “أرامكو”. يأتي هذا التقدم في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (الفيدرالي) بتثبيت أسعار الفائدة، وهو ما انعكس إيجابيًا على مزاج المستثمرين في الأسواق العالمية والخليجية على حد سواء. ويأتي هذا الارتفاع وسط حالة من الزخم على صعيد إعلانات الشركات المدرجة، إذ شهد السوق إفصاح 14 شركة عن نتائجها المالية منذ إغلاق جلسة الأمس وحتى صباح اليوم، ما أضفى حراكًا ملحوظًا على مؤشرات السوق وتداولات المستثمرين.
أسهم بارزة تقود المكاسب.. والماجد للعود يتصدر
جاء سهم “الماجد للعود” في صدارة الأسهم الأفضل أداءً في السوق، محققًا ارتفاعًا بالنسبة القصوى، ما يعكس ثقة المستثمرين في النمو القوي للشركة وأدائها المالي. في المقابل، سجل سهم “السعودي الألماني الصحية” أكبر تراجع بنسبة 6.4%، بعد موجة من جني الأرباح على ما يبدو عقب الارتفاعات الأخيرة. أما شركة “أرامكو”، فكانت الداعم الأبرز لمؤشر السوق، حيث حافظ السهم على أداء إيجابي مستقر، مما ساعد على دفع السوق إلى المنطقة الخضراء رغم التباين في نتائج الشركات الأخرى. الأسهم السعودية تفتتح تداولاتها بارتفاع 0.4% بدعم من أغلب الأسهم الكبرى
نتائج مالية ربعية متباينة تكشف تحولات مهمة
أما على صعيد نتائج الربع الأول من عام 2025، فقد أظهرت البيانات المالية لـ14 شركة مدرجة تباينًا واضحًا في الأداء المالي، مما يعكس تفاوتًا في قدرة الشركات على التكيف مع التحديات الاقتصادية المستمرة. حيث نجحت بعض الشركات في تسجيل قفزات كبيرة في الأرباح، بينما تراجعت أخرى متأثرة بتغيرات السوق. في مقدمة الشركات التي حققت أداءً لافتًا، جاءت “السعودي الألماني الصحية” التي سجلت قفزة بنسبة 264% في أرباحها مقارنة بالربع الأول من العام السابق، تليها “الماجد للعود” بنسبة نمو بلغت 88.89%، وهو ما يبرر الأداء القوي لأسهم الشركتين في السوق خلال الجلسة. من ناحية أخرى، سجلت “شركة سلامة للتأمين” تحولًا سلبيًا من الربحية إلى الخسارة، في مؤشر على التحديات التي تواجه بعض القطاعات داخل السوق. بينما أظهرت شركات كبرى مثل “أكوا باور” و”بوبا العربية” أداء إيجابيًا، حيث نمت أرباح الأولى بنسبة 44%، والثانية بنسبة 5.8%.
دلالات المشهد الاستثماري بعد تثبيت الفائدة الأمريكية
قرار الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة ساهم في تهدئة مخاوف المستثمرين من تشديد نقدي جديد، وهو ما وفر دعمًا نفسيًا للأسواق العالمية. وبالنسبة للسوق السعودية، فقد كان لهذا القرار أثر واضح في تحفيز عمليات الشراء، خصوصًا مع تزامن القرار مع موجة إفصاحات الشركات، ما أوجد بيئة مواتية للحراك الإيجابي. ويُنظر إلى هذا الأداء القوي في ختام الأسبوع على أنه مؤشّر جيد على تعافي السيولة واتجاه المستثمرين نحو اقتناص فرص جديدة، خاصة في ظل استمرار التقلبات الاقتصادية العالمية، وحرص المستثمرين المحليين على تنويع محافظهم استنادًا إلى نتائج الشركات وأدائها المالي. ورغم تباين أداء بعض القطاعات، فإن السوق السعودية لا تزال قادرة على استقطاب اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين، خاصة في ظل سياسة الشفافية المتبعة من قبل الشركات المدرجة وتفاعلها السريع مع المتغيرات. ختامًا، تبدو سوق الأسهم السعودية في موقع قوة نسبيًا، مدعومةً بثقة المستثمرين وتوقعات إيجابية للمستقبل القريب، خاصة مع قرب إعلان المزيد من النتائج الربعية التي ستحدد مسار السوق خلال الأسابيع المقبلة.