زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الكويت … خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية

في إطار العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان ودولة الكويت، يستعد الرئيس اللبناني جوزيف عون للقيام بزيارة رسمية إلى الكويت، يوم الأحد، على رأس وفد رسمي. تأتي هذه الزيارة، بحسب تصريحات وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي، كـ بادرة تقدير ووفاء تجاه دولة الكويت حكومة وشعبًا، عرفانًا بمواقفها التاريخية ودعمها المستمر للبنان في مختلف المحطات.

الكويت.. شريك رئيسي في مسيرة نهوض لبنان

أوضح وزير الخارجية اللبناني أن دولة الكويت ظلت من أوائل الدول الداعمة للبنان في مختلف الأزمات، بدءًا من الإغاثة الإنسانية، مرورًا بالدعم السياسي والاقتصادي، وصولاً إلى الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة. وأكد أن هذه العلاقة تمثل نموذجًا للتعاون العربي المشترك القائم على الاحترام والمصالح المتبادلة.

وأشار الوزير إلى أن الكويت تعتبر شريكًا أساسيًا في جهود لبنان للنهوض من أزماته، لا سيما من خلال دعم البرامج الإصلاحية التي تقودها الحكومة الحالية برئاسة نواف سلام، وبدفع مباشر من الرئيس عون الذي يسعى إلى إعادة هيكلة الاقتصاد اللبناني على أسس الشفافية والاستدامة.

أهداف الزيارة الرسمية إلى الكويت

بحسب المصادر الدبلوماسية، فإن جدول أعمال الزيارة يتضمن:

  • إجراء مباحثات رسمية بين الرئيس اللبناني وصاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
  • بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية.
  • التشاور حول الملفات الإقليمية والقضايا العربية ذات الاهتمام المشترك.
  • العمل على تفعيل الاتفاقيات الثنائية القائمة وتحديثها بما يخدم الطرفين.

الاهتمام بالجالية اللبنانية في الكويت

ثمن الوزير يوسف رجي الدور الكبير الذي تلعبه الكويت في احتضان الجالية اللبنانية، والتي تعتبر الكويت بمثابة وطن ثانٍ لها. وأكد أن هذا الشعور متبادل، حيث يعتز الشعب اللبناني بالعلاقات الودية مع الكويتيين، وهو ما يظهر جليًا في حرص الجالية على المساهمة الفعالة في المجتمع الكويتي.

زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الكويت خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية(2)
زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الكويت خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية(2)

التعاون الاقتصادي والسياحي في مقدمة الاهتمامات

أكد الوزير اللبناني أهمية الدفع باتجاه تعزيز التبادل التجاري والسياحي بين البلدين، مشيرًا إلى أن الفرص الاستثمارية في لبنان متاحة أمام المستثمرين الكويتيين، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، والقطاع العقاري، والبنية التحتية، والصحة والتعليم.

كما دعا إلى تنظيم ملتقيات اقتصادية ثنائية وتشجيع تبادل الزيارات بين رجال الأعمال من الجانبين، مؤكدًا أن إعادة ثقة المستثمرين في السوق اللبناني هي أولوية لدى الحكومة الحالية.

ختامًا.. خطوة نحو عمق استراتيجي في العلاقات

تعكس زيارة الرئيس جوزيف عون إلى الكويت توجهًا لبنانيًا واضحًا نحو توطيد الشراكات العربية، وتحديدًا مع الدول التي لطالما وقفت إلى جانبه في أزماته. وهي زيارة تحمل بعدًا سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، قد تكون بداية مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، تركز على المصالح المتبادلة والتنمية المستدامة في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة.