ماكرون: أوروبا يجب أن تتخلص من “التبعية السعيدة” لواشنطن وتعزز سيادتها
أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحذيراً صريحاً للدول الأوروبية خلال زيارته الرسمية إلى البرتغال، داعياً إياهم إلى كسر حلقة “التبعية السعيدة” للولايات المتحدة الأمريكية، وبناء كيان استراتيجي مستقل قادر على مواجهة التحديات العالمية دون الاعتماد على الحلفاء التقليديين. وجاءت تصريحات ماكرون في ظل تصاعد المخاوف الأوروبية من احتمال انسحاب واشنطن من دعمها العسكري والأمني للقارة.
وأكد ماكرون في كلمته أمام قادة الاتحاد الأوروبي: “حان الوقت لأن نتحلى بالشجاعة لاتخاذ قرارات جريئة في المجالات التكنولوجية والصناعية، بل وحتى العسكرية. لا يمكننا أن نبقى رهائن لخيارات الآخرين”. كما حث القادة على استعادة “روح المغامرة والطموح” التي ميزت أوروبا عبر تاريخها، معتبراً أن التوحد هو السبيل الوحيد لضمان مكانة القارة على الساحة الدولية.
“التبعية السعيدة ليست خياراً مستداماً… أوروبا قادرة على أن تكون فاعلاً رئيسياً في صناعة مستقبلها” إيمانويل ماكرون – رئيس فرنسا
خطوات عملية لتعزيز الأمن الأوروبي
كشفت تقارير صحفية بريطانية مؤخراً عن مبادرات فرنسية جادة لتعويض الفراغ الأمني المحتمل في حال تنفيذ الولايات المتحدة تهديداتها بالانسحاب من أوروبا. ومن أبرز هذه الخطط نشر طائرات مقاتلة فرنسية مجهزة بأسلحة نووية في قاعدة عسكرية بألمانيا، كجزء من استراتيجية دفاعية مشتركة. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الأوروبية لإنشاء “درع أمني” بديل يعتمد على الموارد المحلية.
`إقرأ ايضاً : روسيا تسخر من ماكرون: شبح نابليون يلوح في الأفق الأوروبي
من جهة أخرى، أشار محللون سياسيون إلى أن دعوات ماكرون تعكس تحولاً جوهرياً في السياسة الخارجية الفرنسية، التي تسعى لقيادة تحالف أوروبي متعدد المحاور، لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل أيضاً:
- تعزيز الصناعات التكنولوجية التنافسية
- إنشاء منظومة دفاع إلكتروني موحدة
- تطوير مشاريع طاقة مستدامة مستقلة
ردود الفعل الدولية وتداعيات القرار
أثارت التصريحات الفرنسية تفاعلات واسعة في الأوساط الدبلوماسية، حيث عبرت بعض الدول الأوروبية عن تأييدها لفكرة “الاستقلالية الاستراتيجية”، بينما حذرت أخرى من مخاطر الانزياح بعيداً عن الحماية الأمريكية. في المقابل، لم تصدر واشنطن رداً رسمياً، لكن مراقبين يرون أن الموقف الفرنسي قد يفتح باباً لإعادة تعريف التحالفات التقليدية في ظل المتغيرات الجيوسياسية الحالية.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها ماكرون بضرورة تحقيق السيادة الأوروبية، حيث سبق أن وصف حلف الناتو بأنه في “حالة موت سريري” عام 2019، داعياً إلى إحياء التعاون الدفاعي الأوروبي كبديل استراتيجي.