كتائب القسام تشيّع 50 من أبنائها في مخيم الشاطئ.. تفاصيل المراسم واستعادة الجثامين
شهد مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، يوم الجمعة، مراسم جنازة مهيبة لنحو 50 مقاتلاً من كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- التابعين لكتيبة الشاطئ، وسط حضور جماهيري وعسكري لافت. وجاءت هذه المراسم بعد جهودٍ دامت أسابيع لاستخراج الجثامين من تحت الأنقاض، في إطار الاتفاق الإنساني الأخير لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأفاد مصدر عسكري في القسام لمراسلنا أن “الشهداء سقطوا خلال تصدّيهم للتوغلات البرية الإسرائيلية في محيط المخيم، أو نتيجةَ غارات جوية مكثفة استهدفت البنية التحتية للمنطقة”. وأضاف أن “استعادة الجثامين لم تكن ممكنة خلال الأشهر الماضية بسبب استمرار الاشتباكات وعدم وجود فترات هدنة كافية”.
“هؤلاء الأبطال دافعوا عن تراب المخيم الذي يحمل ذاكرة النكبة.. شهادتهم جزء من مسيرة النضال الطويلة” – الناطق العسكري لكتائب القسام
مخيم الشاطئ: شاهد على النكبة وحاضن للمقاومة
يعود تاريخ المخيم -الواقع على شاطئ البحر المتوسط- إلى عام 1949، حيث أقامته وكالة غوث اللاجئين (أونروا) لإيواء الناجين من النكبة الفلسطينية. وعلى مساحة لا تتجاوز 0.5 كم²، يحتضن المخيم اليوم أكثر من 90 ألف لاجئ، ما يجعله من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.
ويروي المؤرخ الدكتور عمر عبد الرحمن لـ”بوابة المقاومة”: “المخيم تحوّل مع السنوات إلى رمزٍ للصمود، فمعظم عائلاته تعود جذورها إلى قرى الساحل الفلسطيني المدمرة مثل يافا واللد. تسميته المحلية ‘معسكر الشاطئ’ تعكس ارتباطه بالهوية البحرية لفلسطين”.
`إقرأ ايضاً : أسيرة إسرائيلية مفرج عنها تكشف عن تقديم “كتاب صلاة يهودي” لها من قبل كتائب القسام
تداعيات الحرب واستحقاقات الهدنة
كشفت مصادر طبية في مستشفى الشاطئ عن “صعوبات بالغة في التعامل مع الجثامين بسبب طول فترة دفنها تحت الركام”، مؤكدةً أن “فرق الدفاع المدني استعانت بتقنيات بدائية لاستخراجها مع انعدام المعدات المتخصصة”.
من جانبها، أدانت منظمات حقوقية دولية “استهداف المناطق السكنية الكثيفة”، بينما أكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن “عملياته تستهدف عناصر مسلحة فقط”. وفي سياق متصل، أشار مراقبون إلى أن “اتفاق تبادل الأسرى الأخير فتح نافذةً لإعادة جثامين مقاتلين من كلا الجانبين”.
يذكر أن هذه الحصيلة تعدّ من الأعلى منذ بدء الحرب الأخيرة على غزة، حيث تشير إحصائيات محلية إلى سقوط أكثر من 500 مدني في المخيم وحده، بينهم 200 طفل، وفقاً لتقرير صادر عن شبكة “التحالف الإنساني الفلسطيني”.