أيال زامير رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي: حماس “لم تُهزم” وتحديات حرب متعددة الجبهات

أيال زامير رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي: حماس “لم تُهزم” وتحديات حرب متعددة الجبهات
أيال زامير رئيساً لأركان الإسرائيليحماس لم تُهزم وتحديات حرب متعددة الجبهات

في منعطفٍ استثنائي يعكس تعقيدات المشهد الأمني الإسرائيلي، تسلّم الجنرال أيال زامير مهامه رسمياً كرئيسٍ لأركان الجيش الإسرائيلي الـ24، خلفاً لهيرتسي هليفي الذي غادر المنصب بعد أقل من عامين على خلفية فشلٍ استراتيجي في مواجهة هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حركة حماس في أكتوبر 2023. يأتي التعيين في ظل تصاعد التحديات الداخلية والخارجية، بدءاً من مفاوضات تبادل الأسرى المعقدة، وصولاً إلى تصريحاتٍ عن استعدادات لـ”حرب وجودية” قد تمتد إلى جبهاتٍ متعددة.

“لحظة اختبار تاريخية”.. زامير يُعلن استراتيجية المواجهة

خلال مراسم تسليم المنصب التي أُقيمت بمحدوديةٍ لافتة، ألقى زامير خطاباً حمل نبرةً حازمة، وصف فيه الوضع الراهن بأنه “امتحانٌ وجودي” لإسرائيل، مؤكداً أن حماس “تلقت ضرباتٍ موجعة لكنها لم تُسقط بعد”. وأضاف: “المهمة لم تكتمل.. سنواصل الضرب بقوة حتى إعادة المختطفين وحسم المعركة”. كما دعا إلى “تجنيد الحريديم لتحقيق عدالة في توزيع أعباء الدفاع”، في إشارةٍ إلى الجدل الداخلي حول إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية.

`إقرأ ايضاً :  حماس تستعد لتسليم جثامين 4 أسرى إسرائيليين في خان يونس  

 

أيال زامير رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي حماس لم تُهزم وتحديات حرب متعددة الجبهات-1
أيال زامير رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي حماس لم تُهزم وتحديات حرب متعددة الجبهات-1
“نخوض حرباً على جبهاتٍ لم تُحدد بعد.. الجيش سيضرب كل من يهدد أمن إسرائيل بلا هوادة” – أيال زامير خلال مراسم التنصيب

نتنياهو: “نصر مطلق” واستهداف “وكلاء إيران”

من جانبه، استغل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المنصة لتكرار وعوده بـ”سحق حماس” و”تحقيق النصر المطلق”، معتبراً أن تعيين زامير يأتي في “لحظة مصيرية”. كما هدد بـ”تصفية التهديدات الإيرانية”، في إشارةٍ إلى الميليشيات الموالية لطهران في المنطقة. لكن خطابه تجنّب الإجابة على مطالبٍ داخلية بإجراء تحقيقٍ مستقلّ حول إخفاقات السابع من أكتوبر، والتي اعترف هليفي نفسه بأنها “فشلٌ عميق يستحق الفحص الشامل”.

تحديات غير مسبوقة.. من تجنيد الحريديم إلى تصعيد إقليمي

  • إدارة مفاوضات هشّة لتبادل الأسرى مع حماس وسط مخاوف من انهيارها.
  • ضغوطٌ أمريكية لاحتواء التصعيد مع حزب الله على الحدود اللبنانية.
  • جدلٌ داخلي حول قانون تجنيد الحريديم الذي يهدد بشرخٍ مجتمعي.
  • استعدادات عسكرية لعملياتٍ محتملة في رفح وغزة والضفة الغربية.
  • تأكيدات على تعزيز التعاون الأمني مع واشنطن لمواجهة التهديدات الإيرانية.

يُعتبر زامير – الذي ينتمي لسلاح المدرعات – خياراً غير تقليدي لقيادة الجيش الإسرائيلي، حيث يبرز كأكبر رئيس أركان سناً (59 عاماً) وأول من يأتي من هذا السلاح منذ عقود. خبرته العسكرية الممتدة على 38 عاماً، بما في ذلك فترة عمله سكرتيراً عسكرياً لنتنياهو، قد تشكّل ورقةً مهمة في إدارة الأزمة الحالية، لكنها تثير أيضاً تساؤلاتٍ حول استقلالية القرار العسكري عن الأجندة السياسية.

في خلفية المشهد، تستمر الاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة بإعادة المحتجزين وإسقاط الحكومة، بينما تُحذّر تقارير استخباراتية من تصعيدٍ مفاجئ في الضفة الغربية، ما يضع زامير أمام اختبارٍ صعب: تحقيق “انتصارٍ مُرضٍ” في غزة دون الدخول في حربٍ إقليمية شاملة، أو المخاطرة بفقدان المزيد من الشرعية الداخلية والدعم الدولي.