الفطر قد يكون الحل الثوري للوقاية من مضاعفات الإنفلونزا.. دراسة تكشف السر
في اكتشافٍ يضيف بُعدًا جديدًا لفوائد الفطر الصحية، كشفت دراسة كندية حديثة عن دور مذهل لمركبات موجودة في الفطر في تعزيز مناعة الجسم ضد فيروس الإنفلونزا، لا عبر مهاجمة الفيروس مباشرة، بل بتحسين استجابة الجهاز المناعي لتجنب المضاعفات الخطيرة.
من المطبخ إلى المختبر.. كيف تحول الفطر إلى “درع واقٍ”؟
وفقًا لفريق بحثي من جامعة ماكغيل، فإن الألياف الطبيعية المعروفة باسم “بيتا-جلوكان” – الموجودة في جدران خلايا الفطر – تمتلك قدرة فريدة على تنظيم عمل الخلايا المناعية، مما يحد من العواصف الالتهابية التي تسببها العدوى الفيروسية في الرئتين، والتي تعد السبب الرئيسي للوفيات الناتجة عن الإنفلونزا.
`إقرأ ايضاً : اللب السوري: سر صحي مذهل في منزلك.. ماذا يحدث لجسمك عند تناوله يوميًا؟
“البيتا-جلوكان ليس مجرد مكمل غذائي، بل مفتاح لفهم تفاعل الجسم مع مسببات الأمراض” – د. مازيار ديفانغاهي، أستاذ المناعة المشارك في الدراسة
آلية عمل مبتكرة: إعادة برمجة الخلايا المناعية
عند تجربة المركب على فئران مصابة بالإنفلونزا، لاحظ العلماء:
- انخفاض بنسبة 50% في مؤشرات الالتهاب الرئوي
- زيادة نشاط الخلايا العدلة المنظمة (Neutrophils)
- حماية مستمرة لمدة 4 أسابيع بعد جرعة واحدة
توضح د. كيم تران، إحدى القائمات على البحث: “العدلات عادةً ما تسبب تلف الأنسجة عند مهاجمتها للفيروسات بعشوائية، لكن البيتا-جلوكان يحولها إلى جنود منظمين يحدون من انتشار الالتهاب دون إضعاف فعالية المناعة”.
ثورة محتملة في علاج الأمراض التنفسية
رغم الحاجة لمزيد من الأبحاث على البشر، يرى الخبراء أن هذه النتائج قد تقود إلى:
- تطوير علاجات تكميلية للإنفلونزا الموسمية
- تقليل الاعتماد على الأدوية المضادة للفيروسات
- وضع استراتيجيات غذائية وقائية لكبار السن
يُذكر أن الفطر يحتل حاليًا مركزًا متقدمًا في الأبحاث الطبية، بعد أن أثبتت دراسات سابقة دوره في محاربة السرطان عبر تنشيط الخلايا القاتلة الطبيعية (NK cells)، وتحسين الصحة النفسية عبر تنظيم محور الأمعاء-الدماغ.