إحصائية جديدة تكشف عن نسبة المقيمين الأجانب إلى المواطنين في السعودية
تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر الدول جذبًا للوافدين الأجانب في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بفضل قوتها الاقتصادية ووفرة الفرص الوظيفية في مختلف القطاعات. وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، فإن عدد الأجانب المقيمين في المملكة يقدر بحوالي 13 مليون نسمة، وهو ما يمثل نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان.
التوزيع السكاني للأجانب في السعودية
تتركز أعداد الأجانب بشكل رئيسي في المدن الكبرى والمناطق الاقتصادية التي تشهد نشاطًا صناعيًا وتنمويًا كبيرًا، مثل العاصمة الرياض، جدة، الدمام، ومكة المكرمة. وتشير الإحصاءات إلى أن الرياض تستضيف حوالي 4.2 مليون أجنبي، تليها جدة بحوالي 2.8 مليون، ثم مكة المكرمة والمدينة المنورة بحوالي 1.3 مليون لكل منهما.
إقرأ ايضاً : سلم رواتب المهندسين في السعودية للاجانب
القطاعات التي يعمل فيها الأجانب
يعمل الأجانب في السعودية في مجموعة واسعة من القطاعات، مما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني. ومن أبرز هذه القطاعات:
- قطاع الخدمات: يشكل هذا القطاع النسبة الأكبر من العمالة الأجنبية، حيث يعمل الوافدون في مجالات مثل الضيافة، النقل، الصحة، والتعليم.
- المهن الفنية والعلمية: تشمل العاملين في المجالات الهندسية، التقنية، والتخصصات الطبية، الذين يقدمون خدمات حيوية تسهم في تطور المجتمع.
- الأعمال الإدارية: يشغل عدد قليل من الأجانب مناصب إدارية في الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة.
- الإنتاج والتشييد: يعمل فيه عدد كبير من الأجانب، حيث يشكلون العمود الفقري لصناعات البناء والتطوير العقاري.
- التجارة: يلعب الأجانب دورًا مهمًا في قطاعي تجارة الجملة والتجزئة، حيث يديرون العديد من الشركات والمتاجر في المملكة.
جنسيات الأجانب المقيمين في السعودية
تضم المملكة جاليات متنوعة من مختلف دول العالم، حيث تعد الجالية الهندية الأكبر بحوالي 4.1 مليون نسمة، تليها الجالية المصرية بحوالي 2.9 مليون، ثم الجالية الباكستانية بحوالي 2.6 مليون. كما تضم المملكة جاليات سورية، بنغلاديشية، فلبينية، فلسطينية، بالإضافة إلى جنسيات أخرى مثل الأندونيسية، السريلانكية، السودانية، التركية، الأوروبية، والأمريكية.
تأثير سياسة السعودة على نسبة الأجانب
مع تزايد عدد السعوديين المؤهلين لسوق العمل، بدأت الحكومة في تطبيق إجراءات تهدف إلى تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية في بعض القطاعات من خلال برنامج السعودة. وقد أدت هذه السياسات إلى انخفاض نسبة الأجانب في بعض القطاعات مع مرور الوقت، كما أثرت جائحة كورونا وإجراءات تعليق دخول بعض الجنسيات على أعداد الوافدين في السنوات الأخيرة.
إقرأ ايضاً : قرار جديد يغير المشهد الوظيفي في السعودية: سعودة مهنة شائعة بين المقيمين الأجانب
المستقبل المتوقع لنسبة الأجانب في السعودية
من المتوقع أن تستمر المملكة في استقطاب الأجانب، ولكن مع تحول كبير نحو استقدام الكفاءات العالية والعمالة الماهرة، بدلًا من العمالة غير المتخصصة. كما أن برامج الإصلاح الاقتصادي، مثل رؤية السعودية 2030، ستسهم في إعادة هيكلة سوق العمل، بما يعزز من مشاركة السعوديين في القطاعات الحيوية مع الإبقاء على نسبة من العمالة الأجنبية في الوظائف التي تحتاج إلى خبرات غير متوفرة محليًا.