في خطوة تصعيدية جديدة في الصراع المشتعل بين إيران وإسرائيل، أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الخميس عن نيته استهداف قناة Now 14 الإسرائيلية، التي يُنظر إليها على أنها صوت الإعلام اليميني في إسرائيل والداعم القوي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

تحذير علني وإخلاء فوري

وقال بيان صادر عن الحرس الثوري، نُشر عبر مواقع إيرانية، إن القناة أصبحت هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة الإيرانية. 
وجاء في البيان: "إلى جميع موظفي شبكة Now 14 الإرهابية التابعة للنظام الصهيوني، هذه الشبكة التي لطالما دعمت سياسات القتل والإرهاب لنتنياهو، ستُستهدف قريباً بهجمات صاروخية، وندعو لإخلاء مبانيها فوراً".  

وتقع مكاتب القناة في مدينة موديعين وسط إسرائيل، بحسب الموقع ذاته.

استهداف الإعلام الإسرائيلي

التهديد باستهداف وسيلة إعلامية إسرائيلية بارزة يأتي بعد أيام فقط من استهداف إسرائيل للتلفزيون الإيراني الرسمي، في هجوم مباشر على الهواء أدى إلى توقف البث وهروب المذيعين من الاستوديو وسط الفوضى، وهو ما وصفته إيران بـ"جريمة حرب".

جبهة إعلامية مفتوحة بين إيران وإسرائيل

فيما وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الهجوم على التلفزيون الإيراني بأنه عمل خبيث، يبدو أن الحرس الثوري قرر الرد بالمثل، من خلال فتح جبهة هجومية ضد مؤسسات إعلامية إسرائيلية.

السياق العسكري الأوسع بين إيران وإسرائيل

يأتي هذا التهديد في إطار الأسبوع الأول من التصعيد الحربي غير المسبوق بين إيران وتل أبيب، والذي بدأ في 13 يونيو. 
وقد شنت إسرائيل خلاله غارات مكثفة على مواقع نووية وعسكرية إيرانية، واغتالت عشرات القادة البارزين، بينهم علماء نوويون.  

في المقابل، ردت إيران بإطلاق مئات المسيّرات والصواريخ، وقال الجيش الإسرائيلي إن منظوماته تصدت لأكثر من 480 مسيّرة، 
بينما أكد المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أن إسرائيل مستعدة لـ"حرب طويلة الأمد".

تهديدات تتجاوز الميدان

الرسائل العسكرية بين الطرفين لم تعد تقتصر على المواقع العسكرية أو البنية التحتية النووية، بل امتدت اليوم لتشمل الحرب النفسية والإعلامية، مما يعكس تحولاً نوعياً في طبيعة المعركة، إذ بات الإعلام هدفاً مباشراً.

ويبقى السؤال: هل تتحول الهجمات الإعلامية إلى حرب معلومات شاملة؟ وهل يتدخل المجتمع الدولي لوقف التدهور، أم أن الجانبين ماضيان في التصعيد المفتوح؟