مع احتدام المواجهات بين ايران وإسرائيل ودخولها أسبوعها الثاني، أعلنت الحكومة الإيرانية رسميًا عزمها تقييد الوصول إلى الإنترنت العالمي، في خطوة أثارت جدلاً داخليًا ودوليًا واسعًا، واعتُبرت من قبل مراقبين أداة للسيطرة على تدفق المعلومات في ظل تصاعد حدة الصراع.

إعلان رسمي: الانتقال إلى الشبكة الوطنية

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، اليوم الجمعة، إن السلطات قررت تقييد الإنترنت الخارجي، والاعتماد على الشبكة الوطنية للإنترنت عند الضرورة.  
وأوضحت مهاجراني: "نظراً لأهمية أمن ايران والمواطنين، سننتقل إلى الشبكة الوطنية وسيتم تقييد الوصول إلى الإنترنت العالمي، داعية المواطنين إلى عدم فتح الروابط المشبوهة، والاكتفاء بمتابعة الأخبار عبر المنصات المحلية ووسائل الإعلام الوطنية.

إسرائيل تحاول استمالة الإيرانيين

جاءت هذه التطورات بعد خطوة مفاجئة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، التي نشرت، عبر حسابها باللغة الفارسية على منصة "إكس"، رابطًا لموقع الموساد الإلكتروني، موجهة دعوة للإيرانيين للتواصل معها.

وقالت الدفاع الإسرائيلية في منشورها: "نتفهم الوضع الصعب الذي يواجهه الإيرانيون، وقد تلقينا رسائل من أفراد قلقين، بينهم أعضاء في أجهزة أمنية، يعربون عن يأسهم ويريدون التعاون لمنع انهيار ايران".

https://x.com/IDFFarsi/status/1935314183798640812?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1935314183798640812%7Ctwgr%5E2943337106d5ef7167a35c43dced2915461bc3d4%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Ftelegram.org%2Fembed

ودعت من يرغب إلى استخدام شبكة VPN خارجية من أجل الدخول بأمان إلى موقع الموساد، مشيرة إلى أنها ليست الجهة المختصة باستقبال مثل هذه البلاغات، لكنها أحالتهم إلى الاستخبارات الإسرائيلية.

حملة اعتقالات واسعة في ايران

في المقابل، أعلنت السلطات في ايران خلال الأيام الماضية اعتقال عشرات الأشخاص بتهمة التعاون مع إسرائيل، مشيرة إلى تفكيك مصانع لطائرات مسيّرة مرتبطة بعمليات استهداف داخل البلاد.  
وبثّت وسائل إعلام رسمية لقطات لعمليات أمنية طالت شاحنات محمّلة بمعدات طائرات دون طيار إسرائيلية، إضافة إلى ما وصفته بـ"تفكيك شبكات عملاء للموساد".

اختراق استخباراتي إسرائيلي

الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الداخل الإيراني، وتحديدًا استهداف منشآت ومقرات نووية وأمنية، سلّطت الضوء على مدى اختراق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية للعمق الإيراني.  
ووفق مصادر مطلعة، تمكّن الموساد خلال الأشهر الماضية من إدخال عناصر وتدريب فرق خاصة داخل ايران، إضافة إلى تمرير معدات متطورة عبر قنوات تجارية محلية، في مشهد يعيد للأذهان ما حدث مع حزب الله في لبنان خلال عملية "البيجر".

مراقبة دولية وتحذيرات متزايدة

التحركات الإيرانية لحجب الإنترنت تزامنت مع تصاعد التحذيرات الدولية من قمع المعلومات، ومحاولة الحكومة طمس أي روايات مغايرة لما تنشره وسائل الإعلام الرسمية.
فيما يرى مراقبون أن محاولة إسرائيل استمالة الإيرانيين علنًا عبر الموساد يشكل تطورًا غير مسبوق في أدوات الحرب النفسية والدعائية بين الطرفين.

وفي ظل هذا التداخل الأمني والمعلوماتي، يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا إضافيًا على المستويين الميداني والإعلامي، وسط غياب أي مؤشرات حقيقية على تهدئة وشيكة.