كشف أسرار مشروع "باركاي": التجسس الإلكتروني خلال الحرب الباردة - الخليج الان

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كشف أسرار مشروع "باركاي": التجسس الإلكتروني خلال الحرب الباردة - الخليج الان اليوم الخميس 30 يناير 2025 12:29 صباحاً

قدمت الولايات المتحدة قدرات استثنائية في التنصت الإلكتروني خلال الحرب الباردة عبر مشروع "باركاي"، الذي ظل محاطاً بالسرية لأكثر من 30 عاماً. جاء هذا النظام استجابةً لتوسع البحرية السوفييتية في السبعينيات، خاصةً مع نشر الطرادات النووية الضخمة من فئة كيروف، مما دفع واشنطن إلى تطوير آلية مراقبة أكثر تطوراً لمواجهة التهديدات البحرية المتزايدة.

واجهت الاستخبارات الأمريكية تحديات كبيرة في سرعة معالجة البيانات رغم وجود برنامج الأقمار الصناعية "Poppy"، الذي كان قادراً على رصد انبعاثات الرادار السوفييتية. لكن بحلول عام 1971، كشفت التدريبات البحرية عن نقاط ضعف جديدة، مما استلزم تطوير "باركاي" ليكون نظام الاستخبارات الإلكترونية المداري الأكثر تقدماً، حيث مكّن الولايات المتحدة من مراقبة المحيطات بكفاءة غير مسبوقة.

ظل وجود أقمار "باركاي" أحد أكثر الأسرار الأمريكية حراسةً لعقود، لدرجة أنه لم يُكشف عنه حتى داخل بعض الدوائر العسكرية. ولم يعترف مكتب الاستطلاع الوطني (NRO) رسمياً بالمشروع إلا في يوليو 2023، عبر وثيقة موجزة خلال الاحتفال بالذكرى المئوية لمختبر أبحاث البحرية الأمريكية. وتعددت أسماء البرنامج على مر السنين، مثل "White Cloud" و"Classic Wizard"، قبل إنهائه رسمياً في مايو 2008.

لم يقتصر دور "باركاي" على رصد الرادارات السوفييتية، بل كان جوهره في قدرته على توفير معلومات استخباراتية دقيقة خلال دقائق، مما كان حاسماً خلال الحرب الباردة. أسهمت سرعته الفائقة في تقليل الفجوات الزمنية في تحليل البيانات، ما أتاح للقادة العسكريين اتخاذ قرارات فورية. ورغم انتهاء البرنامج، لا يزال تأثيره ملموساً في تطور تقنيات الاستخبارات الحديثة وسرعة الاستجابة للتهديدات العالمية.