غارات النبطية وأهدافها: هل يمهّد العدو لبقائه في لبنان أم لبقاء هجماته؟ - الخليج الان

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: غارات النبطية وأهدافها: هل يمهّد العدو لبقائه في لبنان أم لبقاء هجماته؟ - الخليج الان ليوم الخميس 30 يناير 2025 03:42 صباحاً

بعد تمديد مهلة خروج العدو الإسرائيلي من الجنوب اللبناني إلى 18 شباط المقبل بطلب إسرائيلي وضغط أميركيّ، ومشهد الجنوبيين الذين تمكنوا من دخول بعض القرى وتحريرها برفقة الجيش اللبناني من الإحتلال، يأتي حدث الغارات الإسرائيلية على منطقة النبطية مساء الثلاثاء الماضي ليُعيد خلط الأوراق من جديد، فما الهدف من هذه الغارات؟.

في البداية لا بدّ من الكشف عن أن ما استهدفه العدو كان موجوداً خلال كل الأيام الماضية، وكان بإمكانه استهدافه لو أراد في توقيت مختلف، لذلك لا بدّ للتوقيت أن يكون له علاقة بالهدف، تقول مصادر ميدانية متابعة، مشيرة إلى أن التوقيت يتعلق بمرحلة ما بعد تمديد المهلة، تماماً كما كان توقيت الغارات على الجنوب سابقاً مرتبطاً بنوايا اسرائيل عدم احترام المهلة وتحميل الجهة اللبنانية المسؤولية.

ترى المصادر أن العدو الإسرائيلي يسعى من خلال الغارات للقول ان تمديد المهلة لم يكن عبثياً، إنما هو يرتبط بعدم تنفيذ حزب الله للإتفاق، علماً أن المنطقة المستهدفة لا تقع في جنوب الليطاني وهذا أيضاً له دلالاته مرة جديدة، مشيرة إلى أنه ربما يمهّد لتمديد إضافي بعد 18 شباط، وهو الذي يقول إعلامه نقلاً عن "مسؤول عسكري كبير، أنه لا ينصح بنقل السيطرة للجيش اللبناني حتى يسيطر بشكل أفضل على الأرض"، وهذا تمهيد أول لعدم احترام المهلة الجديدة، وهو ما ينبغي التعامل معه بجدّية منذ اللحظة لا انتظار يوم 18 شباط لبحثه على أعلى المستويات في الدولة اللبنانية.

كذلك تُشير المصادر إلى أنّ الغارات الإسرائيليّة جاءت لتدعم النظرية التي سردتها الولايات المتحدة الأميركية قبل التمديد الاخير، حيث هدّدت بعودة الحرب بسبب عدم احترام حزب الله للإتفاق ورفضه تسليم سلاحه، مشدّدة على أن هذه الغارات جاءت لتؤكد أن العدو لا يعتمد على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان إنما على اتفاقه مع الأميركيين والذي يقول فيه أن له حرية العمل والحركة كلما رأى خطراً عليه وهذا الامر لا يتعلق بجنوب الليطاني وحسب.

وما يؤكد هذا الأمر هو أيضاً ما نقله الإعلام الإسرائيلي عن مسؤول عسكري كبير يُشير إلى أن "مسؤولية ضمان عدم إعادة حزب الله تأسيس بنيته التحتية تقع على عاتق الجيش الإسرائيلي"، لا الجيش اللبناني.

بحسب المصادر المتابعة فإنّ ما جرى يُفترض أن يدقّ جرس الإنذار، علماً ان هناك تحذيرات خارجيّة وصلت إلى لبنان مفادها أن الجيش الإسرائيلي بصدد تنفيذ عدة ضربات، جنوب الليطاني، ولكن هل يُفترض بالدولة اللبنانية أن تتحول إلى صندوق بريد فقط أم هناك تسليم بسطوة الإسرائيلي، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية جوزاف عون كان أبلغ الأميركيين بأن ما يجري اليوم يشكل عبئاً على العهد، وقد يعرض الإتفاق للسقوط لأنّ أحداً لا يمكنه التسليم باستمرار الهجمات دون أيّ رادع.