الشابو يغزو مصر.. مخدر الشيطان القاتل يسرق العقول ويدمر الأسر - الخليج الان

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الشابو يغزو مصر.. مخدر الشيطان القاتل يسرق العقول ويدمر الأسر - الخليج الان اليوم الخميس 30 يناير 2025 04:39 صباحاً

جريمة تتسلل في الظلام

لم يكن معروفًا من قبل، وأُفصح عنه لأول مرة بعد عدة جرائم مروعة هزت مصر قبل شهور قليلة، الشابو، مخدر جديد ينتشر في أوساط الشباب بعدة محافظات مصرية لرخص سعره وقوة تأثيره، لكنه رويدًا رويدًا بدأ يتردد اسمه في تحقيقات النيابة المصرية لكونه الفاعل الأصلي والشريك الأساسي في مذابح بشعة ارتُكبت في محافظات الإسماعيلية، الفيوم، القاهرة، وقنا.

رحلة الضياع شهادة مدمن

في إحدى المصحات الخاصة بمدينة وادي النطرون بمحافظة البحيرة شمال مصر، يُعالَج عدد من متعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة، عمر أحد ضحايا مخدر الشابو، يروي قصته التي قادته إلى عالم الإدمان وجعلت حياته رحلة قاسية مع الألم والمعاناة.

"بدأت المخدرات وأنا سني صغير، كنت بهرب من المدرسة وأصحب أشخاصًا غير صالحين، كنت في البداية أتعاطى الحشيش، ثم تطورت الأمور تدريجيًا، جربت البانجو، الحبوب المخدرة، حتى وصلت إلى الشابو."

طريق بلا عودة

"جربت الشابو لأول مرة في 2009، ثم عندما سافرت إلى إحدى الدول التي عرفت أنه متوفر بها، بدأت أسعى للوصول إليه بأي طريق، لم يكن الحصول عليه سهلًا، كنت أحول للديلر رصيدًا ليرمي لي المخدر في مكان محدد وأذهب لأخذه."

"معاهم أنا ببقى شايف نفسي كويس وأنا ضارب، لكن الحقيقة عكس ذلك، سايب بيتي وأهلي ومراتي ومش فارقين عندي، مش عايش."

كيف يتسلل الشابو إلى مصر؟

بعد خبرة طويلة امتدت لأكثر من 30 عامًا في مكافحة المخدرات، يروي اللواء مجدي السمري، مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات السابق، تفاصيل هذا المخدر اللعين.

"الشابو كان يأتي من إحدى الدول الكبرى في شرق آسيا، وكان قديمًا لكنه نُسي. بعد 2011، ظهرت الدول ذات الإشراف الأمني الضعيف، فزاد إنتاجه، لم تكن المشكلة في تهريبه فقط، بل أيضًا في تصنيعه محليًا بطرق بدائية، مما جعل انتشاره سريعًا في مصر".

سوق الشابو مغامرة خطرة

في مغامرة محفوفة بالمخاطر، بحثنا عن أسواق بيع مخدر الشابو لنعرف كيف تجري عمليات البيع وسعر الجرام الواحد؛ ذهبنا إلى أحد الأوكار، فاكتشفنا أن سعر الجرام يختلف حسب الجودة والنوع وبلد الاستيراد.

"جرام بـ800 جنيه."

"ليه يا عم غالي كده؟"

"ده مش أي حاجة، ده أورجينال يا صاحبي، مستورد."

"ماشي، اديني جرام."

العواقب الكارثية

يقول عمر: "تحولت من شخص يعامل أهله وأقاربه بحب إلى شخص جحود، بلا مشاعر. أخواتي، مراتي، وأهلي هم الذين وقفوا بجانبي، وأنا كنت أؤذيهم. وصلت للحظة يأس، لم أكن أعرف كيف أتوقف أو أكمل. فكرت في الانتحار."

تأثير الشابو على المدمن

يؤكد الدكتور نبيل عبد المقصود خبير السموم بكلية طب قصر العيني، أن المدمن مريض وليس مجرمًا، محذرًا من خطورة الشابو لأنه يدمر الجهاز العصبي والمخ.

"المخدر ينشط الجهاز العصبي لدرجة أن الشخص لا ينام لثلاثة أو أربعة أيام، مما يضطره لتعاطي أدوية منومة. كما أنه يدمر الخلايا العصبية بشكل دائم. المدمن قد يتصرف تصرفات خطيرة، سواء على نفسه أو على الآخرين، بدون وعي".

رحلة العلاج وطريق الأمل

في مصحات العلاج، يتوافر كل ما يساعد على التخلص من الإدمان، حيث الهدوء والمسطحات الخضراء، والأطباء النفسيون، يخضع المدمنون لبرامج علاجية ونفسية متعددة حتى يتعافوا تمامًا.

"المرّة دي أنا واخد قرار، لأن كل ما ببص للماضي بتعب. الماضي لازم أتعلم منه، مش أعيده. المرة دي مختلفة، لأنني عرفت أن هذه فرصتي الأخيرة".

ثلاث مراحل للعلاج

يشرح الأطباء أن علاج المدمن يمر بثلاث مراحل:

1. طرد المخدر من الجسم: وهي أصعب مرحلة، حيث يشعر المدمن بآلام انسحابية، لكن يتم التحكم فيها طبيًا.

2. العلاج النفسي: حيث يتم معالجة الأمراض النفسية التي قد تكون سببًا أو نتيجةً للإدمان.

3. التأهيل المجتمعي: لمساعدة المدمن على الاندماج في المجتمع مرة أخرى.

هل يمكن الهروب من المصير المظلم؟

يقول أحد المتعافين: "كنت آخذ الشابو لأيام دون نوم، حتى بدأت أسمع أصواتًا غير موجودة. أدركت أنني أدمنت. لم أعد قادرًا على التوقف بمفردي، فكان يجب أن أطلب المساعدة."

النهاية..

الشابو، طريق مسدود يبدأ بالهروب من الواقع وينتهي بدمار النفس والأسرة. لكنه ليس طريقًا بلا عودة، الأمل موجود، والعلاج ممكن، لكن البداية تبدأ بقرار... قرار الحياة.