راهب دلّه على الإسلام.. من هو الصحابي الذي... - الخليج الان

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: راهب دلّه على الإسلام.. من هو الصحابي الذي... - الخليج الان اليوم الجمعة 31 يناير 2025 07:23 صباحاً

طلحة بن عبيد الله، هو أحد العشرة الذين بشرهم رسول الله ﷺ بالجنة، ومن صحابته الكرام الذين نزل فيهم القرآن الكريم، ويكفيه أن النبي ﷺ وصفه بقوله: "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله"، كما أن رسول الله ﷺ أطلق عليه يوم أحد لقب "طلحة الخير"، وفي غزوة ذي العشيرة "طلحة الفياض"، وفي يوم خيبر "طلحة الجود".

طلحة بن عبيد الله لم يكن فقط أحد العشرة الذين بشرهم النبي ﷺ بالجنة، بل هو أيضًا أحد الثمانية الأوائل في الإسلام، ومن الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما أنه أحد الستة الذين جعلهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أهل الشورى، والذين توفي رسول الله ﷺ وهو راضٍ عنهم، وهو كذلك ممن كانوا مع النبي ﷺ حين تحرك بهم الجبل.

كان طلحة بن عبيد الله من أسياد قريش ووجهائها، وعُرف بتجارته وثروته، وكان يُلقب بـ "أسد قريش" لقوته، وقد نزلت فيه الآية الكريمة:

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) (سورة الأحزاب: 23 – 24). وقد قرأها رسول الله ﷺ ثم أشار إلى طلحة يوم غزوة أحد قائلاً: "من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه، فلينظر إلى طلحة".

من هو طلحة بن عبيد الله؟

هو أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، ويلتقي نسبه مع النبي ﷺ في "مرة بن كعب"، ومع أبي بكر الصديق رضي الله عنه في "تيم بن مرة"، حيث يتساوى عدد الأجداد بينهما، وقد عُرف بألقاب عدة منها "طلحة الخير"، و"طلحة الفياض"، وقال عنه النبي ﷺ: "طلحة ممن قضى نحبه".

أما والدته فهي الصعبة بنت عبد الله الحضرمي، وهي امرأة يمنية، أخت العلاء بن الحضرمي، وكانت من الصحابيات اللاتي نلن شرف الهجرة.

طلحة بن عبيد الله.. قصة إسلامه وفضائله ومعجزة استشهاده ببشرى النبي ﷺ

وُلِد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في مكة قبل البعثة بخمسة عشر عامًا، ونشأ في بيئة قرشية، وعمل مثل غالبية قريش في التجارة، وكان يذهب إلى الشام لشراء البضائع ثم يتاجر بها عند عودته إلى مكة، التي كانت مركزًا تجاريًا ودينيًا للعرب قبل الإسلام.

كيف أسلم طلحة بن عبيد الله؟

كان طلحة في رحلة تجارية إلى بصرى، وهناك سمع راهبًا يبشّر بقدوم نبي من مكة، فسأله: "هل ظهر أحمد؟"، فاستبد به الشوق للخبر، وعاد إلى مكة على الفور، وعند وصوله علم ببعثة النبي محمد ﷺ، فتوجه مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى رسول الله ﷺ، وأخبره بما سمع، وأعلن إسلامه ليكون من السابقين.

وكغيره من المسلمين الأوائل، تعرض طلحة للأذى في سبيل الله، حتى إن أخاه عثمان – أو قيل نوفل بن خويلد – كان يربطه مع أبي بكر في حبل واحد ليمنعهما من أداء الصلاة، مما جعله قرينًا لأبي بكر في الابتلاء.

وتحمل قصة إسلام طلحة دليلًا على نبوة محمد ﷺ، وشهادة على معرفة اليهود بعلامات نبوته، فقد أقام اليهود في الجزيرة العربية قبل البعثة، وكانوا ينتظرون النبي الموعود، غير أنهم أنكروه بعد ظهوره، حسدًا واستكبارًا، رغم أن أوصافه كانت مطابقة لما جاء في التوراة.

7 مواقف تدل على كرم طلحة بن عبيد الله

عرف طلحة رضي الله عنه بالشجاعة والإقدام، لكنه كان كذلك مضرب المثل في الكرم والسخاء، لذا أطلق عليه النبي ﷺ عدة ألقاب منها "طلحة الفياض"، و"طلحة الخير"، و"طلحة الجود". وقد سجل التاريخ مواقف عديدة تدل على كرمه، منها:

1. اشترى بئرًا لسقي المسلمين وذبح جزورًا لإطعامهم.

2. أنفق أموالًا طائلة لتجهيز غزوة العسرة.

3. افتدى عشرة من أسرى بدر بماله.

4. باع أرضًا له بسبعمئة ألف درهم، فتصدق بها في الليلة ذاتها.

5. تصدق بمئة ألف درهم، ولم يبق لديه سوى ثوب قديم يلبسه.

6. كان يرسل سنويًا عشرة آلاف درهم لعائشة رضي الله عنها لتوزيعها على الفقراء.

7. لم يكن يترك غارمًا من بني تيم إلا وسدد عنه دينه، فقد سدد عن عبيد بن معمر ثمانين ألف درهم، وعن رجل آخر ثلاثين ألفًا.

جار النبي في الجنة

بشر النبي ﷺ طلحة بالجنة في مواقف عديدة، فقال: "طلحة والزبير جاراي في الجنة"، وقال أيضًا: "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله".

وفي غزوة أحد، رأى طلحة النبي ﷺ ينزف من وجنتيه، فأسرع إليه يضرب المشركين بسيفه، وسنده وحمله بعيدًا عن الحفرة التي كاد يسقط فيها. وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "ذلك كله كان يوم طلحة"، فقد وجدوه وقد أصيب بأكثر من سبعين جرحًا، وكانت يده قد شُلَّت من كثرة الدفاع عن رسول الله ﷺ.