نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: عن الكاتب الكبير سمير عطا الله و40 عاما... - الخليج الان اليوم الجمعة 31 يناير 2025 12:05 مساءً
أحد في العالم العربي قد أستطاع كتابة مقال يومي لمدة تقارب 40 عاما باستثناء الكاتب اللبناني الكبير سمير عطا الله.
يكتب عموده في "الشرق الأوسط" منذ عام 1987م فضلا عن مقالاته الأسبوعية في صحف مثل " النهار " اللبنانية و" المصري اليوم " وغيرها.
الالتزام بالكتابة بشكل يومي أمرا في غاية الصعوبة برأيي، وليس الصعوبة في الكتابة فالناس صاروا يكتبون في مواقع التواصل الاجتماعي خواطر وتعليقات على الأحداث كل يوم، وربما عدة خواطر ومقالات في اليوم الواحد.
الصعوبة ليست في الكتابة اليومية بحد ذاتها فحسب الصعوبة في كيفية الكتابة، كيف تكتب مقالا مختصرا ولكنه عصارة بحث طويل وقراءات كثيرة عن الموضوع الذي تكتب عنه؟!
كيف تستمر بالكتابة لعقود ويظل المقال الذي تكتبه مختصرا ومتميزا وبأسلوب رائع مدهش وبطريقة مشوقة تمسك بتلابيب القارئ فلا يترك المقال الا بعد أن ينهيه؟!
مقال تقرأه وتشعر بمتعة وسعادة وبلذة الكتابة الخفيفة، وأنه قد أضاف إليك جديدا لك تكن تعرفه.
المقال اليومي يجب أن يغطي الأحداث ويواكب المستجدات ويعلق على كل جديد، فالصحافة بنت يومها وليست كالكتاب.
وهذه المواكبة للأحداث تسرق العمر وتحتاج لدأب وصبر ونفس طويل، كما يحتاج الكاتب اليومي إلى التوازن والمصداقية في تناول الأحداث فالقراء شريحة واسعة متعددة التوجهات ومن مختلف التيارات.
وكسب ود القارئ كل يوم هي مهمة صعبة تتطلب الذكاء والخبرة الكبيرة وتراكم المعارف وحس الفكاهة والطرافة خاصة في الأعمدة اليومية فهي ينبغي أن تكون مختصرة وخفيفة، وبأسلوب سلس ومشوق.
تتفق مع سمير عطا الله أو نختلف معه لكنك في النهاية أمام كاتب كبير كان شاهدا على أحداث تاريخية هامة، كاتب ألتقى بالملوك والقادة وصناع الأحداث، وحاز قصب السبق في انفرادات صحفية أثارت ضجة وشغلت الناس في زمن الصحافة الذهبي قبل طغيان التلفاز ومن بعده مواقع التواصل الاجتماعي.
كاتب له أسلوبه المتميز في كتابة الرواية، وله اسهام فاعل في أدب الرحلة، لم تشغله الصحافة عن تأليف الكتب في الرواية والتاريخ والسير وأدب الرحلة.
رحلة طويلة من بيروت إلى لندن إلى الكويت قطعها سمير عطالله ولا يزال رغم تقدمه في السن قادرا على إدهاش القارئ وإمتاعه كل يوم.