نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اتفاق غزة بين المفاوضات وعودة الحرب - الخليج الان اليوم السبت 1 فبراير 2025 01:42 صباحاً
اهتز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرتين، في مرحلته الأولى، لكنه لم يقع، إذ ثمة اندفاعة سياسية للأطراف الراعية ترصد «الانتهاكات» وتعمل على معالجتها قبل أن تتمادى، وتضغط لتنفيذ الاتفاق دون أي هزات ارتدادية، مع دفع رباعي (قطري، مصري، أمريكي، دولي) نحو تطبيق الاتفاق ببنوده ذات الصلة.
فيما أعلنت «حماس» أمس، أسماء ثلاث رهائن إسرائيليين تنوي الإفراج عنهم اليوم السبت، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة.
ومع إطلاق سراح أربيل يهود وآغام برغر، انتهت مرحلة النساء (المدنيات والمجندات) في صفقة التبادل، وعلى تخوم المرحلة الثانية، ارتفعت وتيرة الاستعدادات لكل السيناريوهات المحتملة، ومن بينها انهيار الاتفاق والعودة إلى القتال، لكن الأوساط السياسية تستبعد عودة الحرب، إذ بدت مجريات المرحلة الأولى مطمئنة، وإن شابها التوتر.
سؤال يطل من خلف المشهد المتوتر الذي غلّف عملية الإفراج عن الدفعة الثالثة: هل يصمد الاتفاق؟ خصوصاً أن إسرائيل ترى بشكل أحادي الجانب أن ثمة خروقات رافقت الدفعتين الأخيرتين.
وكانت بطلتهما أربيل التي هزّت الاتفاق مرتين، الأولى بسبب تأخير الإفراج عنها في الدفعة الثانية واعتبارها مدنية، والثانية بسبب ما اعتبرته إسرائيل «فوضى» خلال الإفراج عنها في الدفعة الثالثة.
ضغوط
في الشارع الإسرائيلي، هنالك ضغط هائل للاستمرار في الإفراج عن الرهائن، وتثبيت التهدئة، وصولاً إلى إنهاء الحرب، ومرد هذا الضغط، من وجهة نظر مراقبين، الأثمان التي دفعتها إسرائيل لا سيما من الناحتين العسكرية والاقتصادية، وفيما تغلف أجواء ضبابية المشهد القادم من المرحلة الثانية، فإن الكثير الآتي من البيت الأبيض، يدفع باتجاه تنفيذ بنود الاتفاق.
تهديدات
وحده الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش من يمني النفس، باستئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، مهدداً: «سوف أسقط الحكومة، في حال تضمنت المرحلة الثانية من الصفقة إنهاء الحرب، دون تحقيق الأهداف».
وفي تقدير الأوساط السياسية، لم يكن هناك في المرحلة الأولى ما يؤشر على تعثر الاتفاق، وعليه، فالعودة إلى الحرب تبقى أمراً مستبعداً، بل إن المرحلة الثانية ستشهد اكتمالاً، بفتح المعابر، والسماح بنقل الجرحى للعلاج، وإدخال المساعدات الإغاثية، والتوجه نحو إعادة الإعمار.
برأي الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى، فإن تعثر الاتفاق والعودة للحرب أمر وارد، لكنه يبدو صعباً ومستبعداً، خصوصاً أن الحرب التي استمرت لأكثر من 15 شهراً، غيرت الكثير من القواعد، منوهاً إلى أن وقف إطلاق النار قد يواجه عقبات وتحديات في مرحلته الثانية، لكنها ستظل أقرب إلى «سحابة وتمر» وفق قوله.
المرحلة الثانية
وتابع: «الأطراف الراعية للاتفاق تسعى لإخراج المرحلة الثانية بشكل أفضل، وتصر على أخذ خطوة إلى الأمام، واستثمار المناخ السياسي السائد منذ وقف الحرب، ولجم أي محاولة لإشعالها من جديد».
الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء، تنفسوا الصعداء، مع التوصل إلى اتفاق وقف الحرب، وعلى أعتاب المرحلة الثانية منه، يحبسون أنفاسهم وهم يتابعون ما إذا كان سيصمد أم لا، وإن بدت علامات الأمل أكثر من تلك الداعية إلى القلق.
وعليه، فخطر الاشتعال يظل قائماً، على خلفية المشهد الذي ارتسم في نهاية المرحلة الأولى، لكن يبدو أن إسرائيل ستجد نفسها مجبرة على تجرع الخروقات «الشكلية» والتي لا تعطل سير الاتفاق، تفادياً لتجدد الحرب، وهذه المرة على وقع تحولات كبرى، تقف المنطقة برمتها في مهبّها.