نستعرض معكم أعزاءنا الزوار أبرز وأحدث الأخبار كما تجدونها في السطور القادمة الموافقة على أول نوع جديد من مسكنات الألم منذ 25 عامًا - الخليج الان لليوم السبت الموافق 1 فبراير 2025 05:55 مساءً
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الخميس، على أول نوع جديد من مسكنات الألم،منذ أكثر من عقدين من الزمن.
والدواء، "suzetrigine" (سوزيتريجين)، عبارة عن حبوب بوصفة طبية بجرعة 50 مليغرامًا يتم تلقّيها كل 12 ساعة بعد جرعة أولية أكبر. ومن المقرّر بيعه تحت الاسم التجاري "Journavx".
وصرحت الدكتورة جاكلين كوريغان-كوراي، القائمة بأعمال مدير مركز تقييم الأدوية والبحث التابع لإدارة الغذاء والدواء، في بيان صحفي: "توفر فئة علاجية جديدة من المسكنات غير الأفيونية للألم الحاد فرصة للتخفيف من بعض المخاطر المرتبطة باستخدام مادة أفيونية لتسكين الآلام وتوفير خيار علاج آخر للمرضى".
وأضافت كوريغان-كوراي:"يؤكّد هذا الإجراء وتعيينات الوكالة لتسريع تطوير الدواء ومراجعته، التزام إدارة الغذاء والدواء بالموافقة على بدائل آمنة وفعّالة للمواد الأفيونية من أجل إدارة الألم".
وتُظهِر الدراسات الاستقصائية الحكومية أنّ المسكّنات، أو الأدوية التي تتحكّم بالألم، هي أكثر أنواع الأدوية الموصوفة شيوعًا في المستشفيات.
وفقًا لدراسة أجرتها شركة "Vertex Pharmaceuticals" التي طورت الدواء الجديد، يملأ حوالي 80 مليون أمريكي وصفات طبية لأدوية علاج حالات جديدة من الألم المتوسط إلى الشديد سنويًا؛ حوالي نصف هذه الوصفات مكتوبة لأدوية الأفيو التي يمكن أن تؤدي إلى التبعيّة والإدمان.
ويعد "suzetrigine" أول مسكّن جديد للألم معتمد في الولايات المتحدة منذ "سيليبريكس"، وهو نوع من الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية تُسمّى مثبطات كوكس-2، التي حازت على الموافقة في العام 1998.
وأوضح الدكتور سيرجيو بيرجيس، اختصاصي التخدير بكلية "رينيسانس" للطب في جامعة ستوني بروك، أن أجزاء متعددة من الجسم تشارك في الإحساس بالألم. وتحمل الخلايا العصبية إشارة كهربائية من موقع تلف الأنسجة إلى الدماغ، الذي يدرك الإشارة على أنها ألم.
وبخلاف أدوية الأفيون التي تعمل على تخفيف الإحساس بالألم في الدماغ، يعمل "suzetrigine" من طريق منع الأعصاب التي ترسل إشارات الألم حول الجسم من إطلاق إشاراتها في المقام الأول.
وقال بيرجيس:"هذا الدواء، ما يفعله يتمثّل بقطع هذا المسار، لذلك رغم وجود إصابة الأنسجة، فإنّ الدماغ لا يعرف".
والأمر الأهم هو أن "suzetrigine" لا يسبّب شعورًا بالنشوة مثل المواد الأفيونية في بعض الأحيان، لذلك يعتقد الأطباء أنّ لا احتمال أن يخلق إدمانًا أو اعتمادًا لدى الأشخاص الذين يستخدمونه.
واكتُشف الدواء بعدما درس الباحثون حالة عائلة يمشي أفرادها على النار في باكستان، ذلك أنهم يفتقرون إلى جين يسمح لإشارات الألم بالانتقال عبر الجلد. ويمكن لأفراد هذه العائلة المشي على الجمر الساخن من دون الشعور بالألم.
قال ستيوارت آرباكل، كبير مسؤولي العمليات لدى Vertex Pharmaceuticals،"كانوا يعلمون أنهم كانوا يمشون على شيء ساخن. كانوا يعرفون أنهم يشعرون بالفحم. لذلك فهو لا يؤثر على الأعصاب التي تعمل بالحرارة واللمس وأمور أخلى من هذا القبيل. إنها فقط هذه الأعصاب المسببة للألم. لقد كانوا، بطريقة أخرى، طبيعيين".
لكن الأمر استغرق 25 عامًا من البحث لاكتشاف كيفية استغلال آلية توصيل الألم لتطوير دواء.
وقال الدكتور ستيفن واكسمان، مدير مركز أبحاث علوم الأعصاب وتجديد الأعصاب بكلية الطب في جامعة ييل: "تتواصل الخلايا العصبية مع بعضها البعض من خلال إنتاج سلسلة من النبضات العصبية، مثل شفرة مورس".
وتابع: "ويتم إنتاج هذه النبضات العصبية بواسطة بطاريات جزيئية صغيرة داخل أغشية الخلايا العصبية. تُعرف هذه البطاريات الجزيئية باسم قنوات الصوديوم".
ويعمل دواء "suzetrigine" من خلال إغلاق إحدى قنوات الصوديوم التي تنقل إشارات الألم فقط.
وكان هناك محاولات عديدة فاشلة على مر السنين لإيجاد دواء يمكنه حجب قناة صوديوم محددة. وأوضح واكسمان أن الموافقة على "suzetrigine" تعني أن أدوية أخرى قد تلحق به وتكون ربما أكثر فاعلية.
ويعطى دواء "Suzetrigine" على جرعتين. وفي الدراسات، حصل المشاركون على جرعة أولية قدرها 100 ميليغرام، تليها 50 ميليغرامًا كل 12 ساعة.
ويشدد الأطباء على أنه قد لا يكون الدواء المناسب للجميع أو لكل أنواع الألم.
في تجربتين سريريتين شملتا نحو 600 مشارك، تمكن دواء "Suzetrigine" من التحكم بالألم بعد جراحات البطن والقدم بشكل أفضل، من حبة دواء وهمي غير فعالة.
وأفاد عدد مماثل من الأشخاص أن "Suzetrigine" خفّف آلامهم إلى النصف بالحد الأدنى بعد الجراحة، مثل من تناولوا "Vicodin"، وهو مزيج من الأسيتامينوفين والأفيوني الهيدروكودون. لكن، لم يكن البحث مصمّمًا للمقارنة المباشرة بين العقارين، لذا من الصعب معرفة ما إذا كان أحدهما أكثر فاعلية من الآخر.
وعلى مقياس تقييم معروف يتراوح من 0 إلى 10، بدأ المشاركون في الدراسة بمعدّل ألم وسطي قدره حوالي 7 نقاط، وتمكن "Suzetrigine" من تخفيفه بمقدار 3.5 نقاط تقريبًا.
ولفت أرباكل إلى أنّ "الأمر لا يتعلّق بالقضاء على الألم تمامًا، بل تقليله بنسبة 50% تقريبًا".
وفي دراسة ثالثة شملت أشخاصًا يعانون من آلام الظهر الناتجة عن عرق النسا، خفّض "Suzetrigine" الألم بحوالي نقطتين، وهو مقدار التخفيف ذاته الذي أبلغ عنه الأشخاص الذين تناولوا الدواء الوهمي، ما يشير إلى أن هذا الدواء قد لا يكون فعالًا بشكل بارز للألم المزمن.
وتختلف شركة "Vertex" مع هذا الرأي، إذ تقول إنها اختبرت الدواء في أنواع مختلفة من الألم المزمن، ويبدو أنه ناجع أيضًا للتخفيف من الآلام طويلة الأمد.
وتواصل الشركة اختباره على الأشخاص الذين يعانون من اعتلال العصبي السكري، وهي حالة تتسبّب فيها مستويات السكر المرتفعة في الدم في تلف الأعصاب بمرور الوقت، ما يؤدي إلى أعراض مثل التنميل، والوخز، والألم، وضعف العضلات.
وأشار الأطباء إلى أنهم متحمسون لوجود هذا الخيار الجديد.
وقال الدكتور كيمبرلي ماور، طبيب التخدير في جامعة أوريغون للصحة والعلوم، "كلما زادت الخيارات المتاحة لنا، كلما تمكنا من علاج كل مريض بشكل أفضل".
نقلا عن CNN بالعربية
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل