شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: نتانياهو-ترامب: لقاء رسم مسار المنطقة للمستقبل القريب فهل يبقى لبنان محتلاً؟ - الخليج الان ليوم الثلاثاء 4 فبراير 2025 03:34 صباحاً
عندما يتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، لا يمكن للبناني ألاّ يقلق من هذا المخطط، على اعتبار أن المنطقة ضمن المشروع الأميركي سيتم التعامل معها بالجملة، وكل ذلك لمصلحة إسرائيل، فالسلام الاميركي الموعود لا يمكن أن يكون لصالح دول وشعوب المنطقة، وهذا ما يجعل لزيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو إلى واشنطن أهمية استثنائية.
قد لا يكون على رأس أولويات برنامج عمل نتانياهو في واشنطن، لكنه جزءاً منه، فالبداية ستكون للملف الإيراني حكماً، خصوصاً أن نوايا رئيس الحكومة الاسرائيلي لم تتغير تجاه إيران ومشروعها النووي، لذلك سيكون على رأس اهتماماته محاولة إقناع ترامب بتوجيه ضربة عسكريّة للبرنامج النووي الإيراني، علماً أن المفاوضات بين الأميركيين والإيرانيين قد انطلقت أو بطريقها لتنطلق، فهناك من يقول أنها بدأت دون إعلان رسمي من الطرفين، وتُشير مصادر مطلعة إلى وجود تسليم إيراني بأهمية الوصول إلى اتفاق نووي جديد، ونيّة إيران الحسنة بالوصول إلى "صفقة كبيرة" مع الأميركيين تضمن للطرفين تحقيق المكاسب.
لا يعني ذلك أن سياسة ترامب تجاه إيران لن تكون صارمة، إنما تُشير المصادر إلى أن نتانياهو قد يواجه صعوبة بإقناع الاول بضرب إيران طالما أنّ الهدف الأميركي قد يتحقق بلا حرب، لذلك سيكون هناك فرصة للدبلوماسيّة، علماً أن الإيرانيين يُدركون نوايا نتانياهو وهم لاجل ذلك صعّدوا من خطابهم خلال الساعات الماضية محذّرين من توجيه ضربة عسكريّة للمشروع النووي.
بكل تأكيد سيتأثر لبنان كما كل المنطقة تبعاً بالمسار الأميركي الإيراني، لكن هذا الملف لن يكون الوحيد على جدول أعمال نتانياهو الذي يُعطي الاولوية الثانية للداخل، حيث غزة وحركة حماس والضفة الغربية، وهنا سيكون لمخطط التهجير أهميّة قصوى تبعاً لتأثيراته على كل المنطقة ومنها لبنان.
تؤكد المصادر أنّ مخطط التهجير يعني حكماً إحياء مشروع توطينهم في لبنان، مع وجود حديث عن نوايا أميركية بالضغط على بيروت ودمشق لتوطين الفلسطينيين لديهما، وربما استقبال المزيد من عرب 1948، وبالتالي ما يسري على مصر والأردن سيسري على لبنان وسوريا.
الملف الثالث سيكون الملفّ اللبناني، ومصير وجود جيش الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، حيث تكشف المصادر أن نتانياهو سيسعى لإقناع ترامب بالابقاء على وجود اسرائيل داخل الجنوب اللبناني في ثلاث نقاط على الأقل، تشكّل للعدو بعداً أمنياً واستخباراتياً مهماً، مشيرة إلى أن العدوّ الإسرائيلي طلب تأجيل مهلة الإنسحاب الاولى بعد انتهاء الستين يوماً بسبب لقاء نتانياهو-ترامب حيث سيكون للأوّل الطرح الواضح حول نيته البقاء، على اعتبار أن المستوطنين لن يعودوا الى الشمال قبل تغيير الواقع الأمني، وعليه يسعى الاول لإقناع الثاني بأن يفاوض بيروت على خروج الاسرائيليين مقابل التثبيت في نقاط معيّنة وعلى تلال محدّدة.
خلال زيارة وزير الخارجية المصري إلى لبنان، نقل الرجل نصيحة عربية للمسؤولين بضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة قبل لقاء الرجلين أو على الأقل قبل بدء ظهور نتيجة اللقاء، حيث يعلم الجميع في المنطقة أنّ لهذا الاجتماع أهميّة قصوى، لذلك يحاول رئيس الحكومة المكلف نواف سلام انتهاز اللحظة لتشكيل حكومته، فهل يرسم اللقاء اليوم مسار المنطقة في المستقبل القريب فيكون مساراً وعراً؟.