الخيال السينمائي يتجاوز التشويق إلى الإلهام والتحفيز - الخليج الان

ابتكارات علمية نطالعها ونسمع عنها بين الحين والآخر في وسائل الإعلام المختلفة، وتعيدنا إلى تفاصيل شاهدناها في أعمال سينمائية صُنّفت بأنها خيال علمي، وتتكرر تلك التوافقات لتخرج من دائرة المصادفة، وتفتح مجالاً من النظر في حقيقة استلهام العلم للخيال السينمائي.

وفي هذا السياق، كشف مبدعون في عالم السينما لـ«الخليج الان» عن رؤاهم التي تحاول الربط المنطقي بين الخيال والعلم، موضحين أن بإمكان تلك التصورات التي دارت في أوهام من أبدعوا أعمالاً سينمائية مؤثرة أن تدفع البشرية إلى صناعة مستقبل علمي مزدهر، بحيث يتجاوز الخيال السينمائي مرحلة الإمتاع والتشويق إلى غاية الإلهام والتحفيز.

وأكد المخرج السينمائي طلال محمود، أن أفلام الخيال العلمي بكل أنواعها، مثل «ترمنايتور» و«إنترستيلر» و«ستار وورز» وغيرها، شكّلت فكر أجيال بكاملها، وفتحت لهم آفاقاً من البحث، مشيراً إلى أن بعض هذه الأفلام مبني على قواعد علمية صحيحة تدعو إلى التساؤل، بل إن من أفلام الرعب ما يفتح مجالاً للتأمل في زوايا غامضة تثير الفضول.

وأوضح محمود أن جمال السينما الحقيقي يتجلى في هذا النوع من الخيال، وأن فيلم الخيال العلمي الناجح هو الذي تعقبه مرحلة من التجارب التي تُثبت صحة المعادلة ودقتها، لافتاً إلى أن التأثير الإيجابي للخيال السينمائي هو الذي يصنع مستقبلاً واعداً في مجالات حضارية وجمالية وإنسانية.

رسم المستقبل

ورأى المخرج السينمائي وليد الشحي، أن كل ما طرحه الخيال السينمائي من تصوُّرات خلال 100 عام ماضية أصبح حقيقة ملموسة في حياتنا، مؤكداً أن كثيراً من التطورات العلمية التي نشهدها إنما هي مستوحاة مما اشتملت عليه أفلام خيال علمي شهيرة.

وأوضح الشحي أن التطور العلمي مسألة مستقبلية لا يمكن معاينتها لأنها غير مرئية، وأن مبدعي الخيال السينمائي هم الذين يقع على عواتقهم رسم طرق المستقبل وتوجهاته، مشيراً إلى أن تحوُّل الكثير من عناصر الخيال السينمائي إلى حقائق علمية قد يدعو صنَّاع السينما إلى تغيير فلسفتهم في توظيف الخيال إبداعياً.

ولفت إلى أن الأصل في الإبداع السينمائي أن يكون ملهماً وفاتحة خير للتفكير والابتكار، لا مجرد تسلية عابرة، واصفاً السينما بأنها مكوِّن ثقافي يسهم في صناعة المستقبل ويضيف كل جديد إلى المجتمع.

وأكد المصور والمخرج نواف المطروشي، أنه شخصياً من محبي سلسلة أفلام «أفنجرز»، ولا سيما «آيرون مان»، مشيراً إلى أنه شاهد منذ مدة أحد رواد التواصل الاجتماعي في مقطع فيديو يعرض محاولاته لصناعة بدلة تشبه التي لدى «الرجل الحديدي»، ما يعني أن الخيال العلمي في مثل تلك الأعمال السينمائية يحفز المشاهد على الابتكار.

ولفت المطروشي إلى أن حالة الانبهار التي تصيب عشاق أفلام الخيال العلمي أثناء المشاهدة قد تصبح أحياناً طاقة من العمل الفكري والرغبة العارمة في محاكاة الخيال لكن بأسلوب علمي ينفع البشرية، مؤكداً أن الخيال العلمي يستطيع أن يستفز العقول للتفكير والإبداع في مجالات شتى.

ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالجوانب الخفية التي يتضمنها الخيال السينمائي وعدم النظر إليها بسطحية مطلقة؛ ذلك أن التعمُّق في فهم الفيلم السينمائي على هذا النحو يكشف كثيراً من الرسائل المكثفة داخل العمل الفني، منوهاً بقدرة بعض المشاهدين على الغوص في فكرة الفيلم السينمائي واكتشاف زوايا من الرؤية تجبر صاحبها على إعادة المشاهدة مرات عديدة.