نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ترجمة| تحليل واشنطن بوست: تصريحات ترامب بشأن غزة التزام أمريكي سيكون مكلفًا ومميتًا ومتفجرًا - الخليج الان اليوم الأربعاء الموافق 5 فبراير 2025 12:38 مساءً
ترجمة الاتحاد - كتب ايشان ثارور، محرر الشؤون الخارجية في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الأربعاء، تعقيبًا على تصريحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة وعزم الولايات المتحدة السيطرة على القطاع، أن ترامب الذي يتبنى مرة أخرى أجندة نتنياهو واليمين الاسرائيلي، اقترح مخططًا يمكن أن يفجر المنطقة، وقدم التزامًا أمريكيأ سيكون مكلفًا ومميتًا بالنسبة للولايات المتحدة.
وكتب: "بعد إعرابه عن رغبته في المطالبة بغرينلاند وكندا وقناة بنما، أذهل الرئيس دونالد ترامب المتفرجين مساء الثلاثاء في البيت الأبيض، حيث طرح فكرة احتلال الولايات المتحدة لقطاع غزة الذي دمرته الحرب وإعادة تطويره. وأثنى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يقف إلى جانب ترامب مبتسمًا، على الرئيس "لاستعداده للتفكير خارج الصندوق"..
وأضاف: "السؤال الذي يلوح في الأفق، من بين العديد من الأسئلة ، وتخيم على رؤى ترامب لتحويل غزة إلى ”ريفييرا الشرق الأوسط" على حد تعبيره، هو ما الذي سيحدث لمليوني فلسطيني في غزة الخارجين من أشهر مدمدرة من الحرب. كان ترامب واضحًا في اعتقاده بأن عليهم إخلاء القطاع، وبدا أنه يعتقد أن الكثيرين منهم لن يعودوا - أو حتى لا ينبغي أن يعودوا. فالولايات المتحدة، على حد تعبير ترامب، ستتخذ ”موقف ملكية طويل الأمد" على غزة".
وتابع: "وقبل اجتماع ترامب مع نتنياهو، كان بيان مشترك للدول العربية قد رفض مطالب البيت الأبيض بأن تستقبل مصر والأردن سكان غزة. أما الآن، فقد تُركت هذه الدول تتصارع مع رغبة ترامب في القيام بما قد يرقى إلى تطهير عرقي للقطاع، وهي خطوة اقترح ترامب أن يتم فرضها من خلال وجود قوات أمريكية".
وقال: "إن أي عملية نقل لسكان غزة - قال ترامب إنها قد تكون مؤقتة أو دائمة - ستكون متفجرة في المنطقة، بالنظر إلى تاريخ تهجير الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي لغزة الذي استمر لعقود. لا يثق الفلسطينيون ولا الزعماء العرب المجاورون بإسرائيل بالسماح للفلسطينيين بالعودة إلى غزة في حال غادروها. كما أن ذلك سيكون مزعزعاً للاستقرار السياسي في مصر والأردن، حيث يخشى القادة من أن يقابل أي تدفق للفلسطينيين بغضب شديد بسبب ظهورهم بمظهر المتعاونين مع إسرائيل".
وكتب: "استهل ترامب ولايته الثانية بالتوسع الإقليمي كهدف معلن. ففي الوقت الذي تراجع فيه عن الرسوم الجمركية المزمع فرضها على البضائع الكندية، أكد على أن الحليف الثابت للولايات المتحدة وجارتها الشمالية سيكون من الأفضل أن تكون ”الولاية الحادية والخمسين". وهدد بإعادة احتلال قناة بنما . ويعتقد أنه ينبغي ضم غرينلاند، وهي جزء مستقل من الدنمارك، إلى الولايات المتحدة من أجل تلبية مصالح واشنطن الاستراتيجية في القطب الشمالي. إلا أن الاقتراح الخاص بغزة - بقدر ما يبدو غير محتمل - أكثر إثارة للدهشة. فقد شجب ترامب الدعم الأمريكي المفتوح لجهود الحرب في أوكرانيا، وتحسّر على الطرق التي أهدرت بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة الدماء والأموال الأمريكية في الشرق الأوسط. لكنه طرح يوم الثلاثاء التزاماً أمريكياً سيكون مكلفاً ومميتاً ومتفجراً سياسياً باحتلال أمريكي مباشر لغزة وتوريط قوات الولايات المتحدة لوقت طويل هناك".
وتابع: "ويقدر المحللون أن إعادة إعمار غزة ستستغرق عقودًا من الزمن وستتكلف عشرات المليارات من الدولارات. فقد قامت إسرائيل بسحق القطاع ، ودمرت كل بنيته التحتية المدنية تقريبًا. وتم محو العديد من الأحياء من على الخريطة. ويقدر مسؤولو الأمم المتحدة أنه يجب إزالة نحو 50 مليون طن من الأنقاض والحطام قبل أن تبدأ أي جهود لإعادة البناء. وأشار ترامب، الذي وصف غزة بأنها ”موقع هدم"، إلى أن معظم سكان غزة يفضلون التواجد في أي مكان آخر".
وكتب: "بالنسبة لإسرائيل، فإن الاحتلال الأمريكي لغزة سيساعد على تعزيز الهزيمة الاستراتيجية لحركة حماس، ومن شأنه أن يعزز مشروع نتنياهو المتمثل في ”إعادة رسم خريطة" المنطقة. لقد أضعفت إسرائيل بالفعل وكيل إيران حزب الله في لبنان إلى حد كبير، وشهدت سقوط نظام الأسد الموالي لإيران في سوريا، وضربت الجمهورية الإسلامية نفسها من خلال التفجيرات السرية، والضربات الصاروخية بعيدة المدى والاغتيالات".
وكتب: "إلا أن معظم الفلسطينيين في غزة يرون أن مخططات نقلهم من غزة هو محاولة لمزيد من التهجير الفلسطيني المستمر - ويتفق الكثيرون في المجتمع الدولي مع ذلك. فنتنياهو تلاحقه مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية تتهمه بارتكاب جرائم حرب في القطاع على مدار الأشهر الستة عشر الماضية. ولا تزال محكمة العدل الدولية تحقق مع إسرائيل بتهم الإبادة الجماعية؛ وتشير السلطات الصحية في غزة إلى أن عدد القتلى الحالي يتجاوز 60,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال. وحرصاً منها على إنهاء الوضع الراهن القاتم، ربطت الحكومات العربية تمويل إعادة الإعمار في غزة بإحياء العملية السياسية التي من شأنها أن تشهد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة".
وتابع: "ترامب حريص على ضرب النماذج القائمة بكرة التحطيم، ويبدو أن تفريغ غزة من الفلسطينيين فيها - وهو هدف يؤيده صراحةً العديد من السياسيين الإسرائيليين من اليمين - مقدمة لمشروع خيالي ضخم على البحر الأبيض المتوسط قد لا يُسمح للفلسطينيين بالعيش فيه. كما يشير خطابه أيضًا إلى أن الولايات المتحدة وسفير ترامب الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي، وهو صهيوني مسيحي، سيرفضان صراحةً الهدف الأمريكي القديم، المتمثل في حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين. وتهرب ترامب من سؤال مساء الثلاثاء حول ما إذا كان سيدعم خطط حلفاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة. لم يكن أي رئيس أمريكي سابق (باستثناء ترامب نفسه) ليجد صعوبة في قول لا."
وكتب: "وعلى خلفية وصول نتنياهو، ربط ترامب السياسة الأمريكية مرة أخرى بأجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي الواضحة. فقد سمح ترامب بالفعل بنقل قنابل ضخمة تزن ألفي رطل إلى إسرائيل، ووقّع يوم الثلاثاء على أوامر تنفيذية تعيد فرض ”أقصى قدر من الضغط" على إيران - البعبع الجيوسياسي الدائم لنتنياهو - وتعليق التزامات الولايات المتحدة تجاه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة اختصارًا باسم الأونروا. وكلا المؤسستين مكروهتان من قبل إسرائيل، التي حظرت مؤخرًا عمل الأونروا في الأراضي الإسرائيلية".
وكتب: "خارج إسرائيل ودهاليز السلطة في واشنطن، من المرجح أن يكون رد الفعل على محاولة ترامب الغريبة بشأن غزة هو الرفض القاطع. في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، كرر المسؤولون السعوديون موقفهم بأنه لن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل - وهو هدف استراتيجي رئيسي لكل من ترامب وسلفه جو بايدن - في غياب دولة فلسطينية مستقلة".
واقتبس الكاتب، دانييل ليفي، وهو مفاوض سلام إسرائيلي سابق،الذي قال إن نية ترامب تهجير الفلسطينيين "تنضم إلى قائمة طويلة من أوهام واشنطن بشأن تسوية الصراع في الشرق الأوسط". وأوهام أن "إسرائيل أكثر قابليةً لصنع السلام إذا ما عوملت بالتساهل من قبل الولايات المتحدة بشأن الاتهامات بانتهاك القانون الدولي؛ وأن المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لها حل عسكري؛ وأن تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية، يمكن أن يكون بمثابة التفاف على التعامل مع تهجير الفلسطينيين وحرمانهم من تقرير المصير وحقوقهم."
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.