المغرب في صدارة الدول التي شهدت أكبر احتجاجات ضد إسرائيل، والجزائر ظاهرة صوتية - الخليج الان

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: المغرب في صدارة الدول التي شهدت أكبر احتجاجات ضد إسرائيل، والجزائر ظاهرة صوتية - الخليج الان اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 07:55 مساءً

تحول المغرب منذ اندلاع الحرب على غزة إلى واحدة من أكثر الدول نشاطا في دعم الفلسطينيين والتنديد بإسرائيل، حيث صنف ضمن الدول الخمس الأولى عالميا من حيث عدد المظاهرات التي شهدتها شوارعه وساحاته العامة، حسب بيانات وكالة رويترز للأنباء، التي أكدت أن المملكة المغربية تتقاسم المراتب الخمسة الأولى مع دول مثل الولايات المتحدة واليمن وتركيا وإيران، في دلالة واضحة على مدى التفاعل الشعبي القوي مع القضية الفلسطينية.

ونظم المغاربة على امتداد 15 شهرا، أكثر من خمسة آلاف مظاهرة تضامنية مع غزة، رافعين شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي ومطالبة بوقف التطبيع، كما عرفت المملكة 188 مسيرة محلية ووطنية، و817 فعالية تضامنية مع غزة، و21 وقفة احتجاجية خصصت للدعوة إلى مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، إضافة إلى تنظيم 8 أيام وطنية للاحتجاج، جسدت من خلالها مختلف القوى في البلاد موقفا رافضا لما يجري في القطاع المحاصر.

وعلى النقيض من ذلك، يبرز النموذج الجزائري كحالة من التناقض الصارخ، فالنظام الذي يروج لخطاب عالي النبرة في دعم القضية الفلسطينية، يمنع التظاهرات المؤيدة لغزة على أراضيه، بل ويلاحق المنظمين ويدفع نحو إخماد أي حراك شعبي بهذا الخصوص.

ولم تشهد الجزائر التي تسوق نفسها كقلعة للمقاومة والممانعة، طيلة أشهر الحرب أي مسيرة كبرى لدعم الفلسطينيين، بل على العكس، لجأت سلطاتها إلى التضييق على أي محاولة للتظاهر، وهو ما يؤكد الطابع الصوتي لهذا الدعم، الذي يبدو أنه لا يتجاوز التصريحات الإعلامية والخطابات الرسمية.

ولا يعتبر هذا التناقض أمرا جديدا على النظام الجزائري، الذي اعتاد المتاجرة بالقضايا العادلة دون أن يترجم شعاراته إلى أفعال ملموسة، حيث ورغم الهجوم المتواصل على الدول التي تربطها علاقات بإسرائيل، فإن عدة تقارير أشارت مؤخرا إلى أن الجزائر نفسها تسعى في الخفاء إلى تحسين علاقاتها مع الدولة العبرية، وهو ما يضع الخطاب الرسمي الجزائري موضع تساؤل، ويكشف مدى الهوة بين الادعاءات والواقع.

وأثبت المغرب، مرة أخرى، أنه حين يتعلق الأمر بفلسطين، فإن مواقفه لا تكون مجرد شعارات، بل تعبر عنها الجماهير في الميدان، في حين يظل النظام الجزائري منشغلا بمعاركه الإعلامية، رافعا شعار "دعم فلسطين بالتصريحات فقط"، فيما الواقع يؤكد أنه مجرد ظاهرة صوتية لا أكثر.