«ريفييرا الشرق الأوسط».. صفقة عقارية لترامب وموطن للأجانب بلا فلسطين - الخليج الان

استيقظ العالم أمس على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة الفلسطيني، وتهجير سكانه بالكامل، وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، ويكون بلا فلسطين وموطناً لشعوب العالم.

ويبدو أن ترامب ينظر للفلسطينيين أنهم عقبة أمام تطوير عقاراته وصفقاته الكبرى التي ناقشها فترة طويلة فهو رجل تعلم فنون التفاوض على أرضيات العقارات.

تصريحات الرئيس الأمريكي التي أثارت موجة استياء كبيرة في العالم جاءت لتؤكد أن ترامب لم يتحدث فقط كونه رئيساً للولايات المتحدة.

ولكن أيضاً كونه رجل أعمال ومطوراً عقارياً يريد تحقيق صفقات ويتعامل داخل البيت الأبيض كسمسار، إذ تهيمن عليه عقلية المطور العقاري الباحث عن أكبر قدر ممكن من المكاسب وتوظيف ما لديه من قدرات وإمكانات لتحقيق أقصى نسبة متوقعة من الأرباح إذ إنه يبدو من هذه التصريحات أن مفهوم الوطن القومي ليس في ذهنه فهو يتعامل بمبدأ الأخذ والعطاء ويريد تحقيق مشروع أمريكي إسرائيلي في غزة من دون الفلسطينيين.

وقد عاش الغزيون 15 شهراً من الحرب بين حماس وإسرائيل، وتعرضوا للتهجير المتكرر وعانوا عشرات الآلاف من الوفيات.

ولكن لا هم ولا أي شخص آخر كان بإمكانه التنبؤ بخطة ترامب لإنهاء معاناتهم بالتوجه إلى إخلاء السكان الفلسطينيين بالكامل واستيلاء أمريكي كامل على غزة لتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».

مشاريع عقارية

«ريفييرا»، تعني «ساحلاً»، وهي كلمة إيطالية مستمدة من كلمة لاتينية، وتطلق على أي منطقة ساحلية أو سياحية ذات طابع متنوع ومشمس، ويذهب إليه السياح من جميع أنحاء العالم، وحينما طُلب من ترامب، رجل الأعمال في مجال العقارات، التعليق على إمكان الإسهام في إعادة إعمار غزة، قال إنه ربما يشارك في ذلك، متحدثاً عن موقع غزة الفريد على البحر وطقسها الرائع.

كما أن صهر ترامب الذي كان موظفاً في البيت الأبيض، جاريد كوشنر، اقترح أن تخرج إسرائيل المدنيين من غزة لإطلاق العنان لإقامة مشاريع عقارية على الواجهة البحرية.

نجح ترامب في تحويل السياسة إلى مقاولة، إذ تقوم سياسته على التوسع لاستغلال الثروات والمواقع الاستراتيجية لدى الدول الأخرى، وحتى لو استخدم في ذلك القوة. وقال إنه يعتزم شراء جزيرة غرينلاند، وهدد بإعادة فرض سيطرة الولايات المتحدة على قناة بنما، وتحدث أيضاً عن تحويل كندا إلى ولاية أمريكية.

إرباك العالم

وعلى ما يبدو فإن فترة ترامب التي تقدر بـ4 سنوات ستكون مربكة للعالم، ففي أقل من شهر على توليه منصبه أصدر قرارات أحدثت تسونامي في العالم .

كما أن حديثه على السيطرة الأمريكية على غزة يوضح أنه رجل أعمال أكثر من رئيس دولة بالعمل على تحقيق صفقة عقارية على أنقاض غزة ويتعامل معها كقطعة أرض للتنمية العقارية، ولكن مقاربته ستصطدم بـ«تحديات كبيرة وصعبة» لأنها تبرز «عدم إدراك ترامب تعقيدات الصراع العربي الإسرائيلي».

ضوء أخضر

الخطة بتفاصيلها المعلنة تعني عملياً وفاة اقتراح حل الدولتين، الركيزة الأساسية في مسار السلام في الشرق الأوسط لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما ألمح إليه ترامب بشكل أو بآخر حين سئل عن مستقبل هذا الاقتراح في ضوء خطته المقدمة. تصريحات ترامب تشير أيضاً إلى ضوء أخضر محتمل ستقدمه إدارته لإسرائيل لمزيد من عمليات الضم للأراضي الفلسطينية.