الاستسلام والاعتزال المبكر وصفقة النصر.. أوراق في حياة بونيفاس - الخليج الان

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الاستسلام والاعتزال المبكر وصفقة النصر.. أوراق في حياة بونيفاس - الخليج الان اليوم الخميس 6 فبراير 2025 07:48 صباحاً

كانت كل الطرق، نهاية الأسبوع الماضي، تؤدي إلى قلعة النصر في الرياض. غادر المهاجم النيجيري فيكتور بونيفاس تدريبات فريقه باير ليفركوزن الألماني بإذنٍ من الجهاز الفني، لحسم مستقبله. وبعدما أتمّ الفحص الطبي بنجاح، هيَّأ نفسه لخطوة التوقيع للأصفر السعودي، الذي أقنع بطل دوري الـ «بوندسليجا» ببيع عقد هدَّافه وسط منافسات الموسم.
وبينما كان بونيفاس يَحزِم حقائبه مُنتظرًا رحلة الرياض، انهارت على نحوٍ مفاجئ الصفقةُ بين الناديين، التي قدَّر الصحافيون قيمتها بنحو 60 إلى 70 مليون يورو، بسبب تفضيل النصر التعاقد مع المهاجم الكولومبي جون دوران من أستون فيلا الإنجليزي.
الموقفُ عصيبٌ ومربكٌ لأي لاعب، لكن النيجيري يتمتع بخبرة التعامل مع الصدمات. لذا، وردًّا على أول سؤالٍ صحافي عن فشل انتقاله، أجاب بكل هدوء: «تركيزي ينصبُّ بنسبة 100 في المئة على باير ليفركوزن، وما يحدث في المستقبل سيحدث».
واجه بونيفاس، الذي أكمل 24 عامًا من عمره نهاية العام الماضي، مشكلاتٍ أكبرَ وتخطّاها. فبعد أشهر معدودة على انتقاله إلى أوروبا، من بوابة فريق بودو جليمت النرويجي في مارس 2019، لقِيَت والدته مصرعها إثر حادث سيارة. تلقّى اللاعب الشاب النبأ المحزن وهو بعيدٌ عن المباريات بسبب إصابةٍ بليغةٍ في أربطة الركبة، هي الثانية له خلال نحو عامين، صرفت عنه أنظار كلوب بروج البلجيكي، المنتمي إلى مسابقة دوري أقوى.
أمام هذه الضربات الثلاث المتلاحقة، رحيلُ الأم وإصابةٌ جديدةٌ وضياع عرض بروج، فكّر الفتى المُحبط في الاستسلام، وراود الاعتزال المبكر عقله.
وفي مقابلةٍ قبل عامين مع مواطنه الصحافي أوجورا باباتوندي، قال: «لقد استسلمت، ولم أعد مُهتمًا بكرة القدم، فقدت الاهتمام بها».
انعكس ذلك على حياته اليومية. توقّف عن اتّباع نظامه الغذائي، بدأ يتناول كل شيء، ويتحرّر من قيود الإنسان الرياضيّ. يُضيِف قائلًا: «أردت فقط أن أكون سعيدًا، وبدأ حضور الحفلات والسهر، كنت مكتئبًا».
كاد الحلم الكروي يموت في مهدِه، لولا تدخُّل الجدّة لوسي أوكوه التي قدمت له الدعم العائلي والنفسي لإعادته إلى طريق «الساحرة المستديرة».
ويحكي الصحافي باباتوندي: «رأينا لاعبين لا يعودون مِن مثل هذه التجارب، لكن بونيفاس عاد بفضل مساعدة جدته التي كانت معه دائمًا».
شخصٌ آخر ساهم في إنقاذ مسيرة اللاعب، هو المدرب بليسينج جونسون، الذي اكتشفه في الصِغَر، داخل أكاديمية رويال جولد الكروية النيجيرية، و«كان يُذكّره باستمرار أنه سيحقّق أشياء عظيمة وأن عليه ألا يتراجع أبدًا عن لعب الكرة»، كما أضاف باباتوندي.
استجاب فيكتور لمن وثقا فيه، وألغى فكرته، مواصلًا مشواره مع بودو جليمت، الذي تخلَّله الحصول مرتين على الدوري النرويجي. وتدريجيًا، وبعد كفاحٍ للحصول على دقائق لعِب، بدأت تتضح قدراته الهجومية ويزداد أعداد أهدافه، حتى تعاقد معه، في صيف 2022، نادي سانت جيلواز البلجيكي، الذي اشتهر خلال الأعوام القليلة الماضية بإبراز المواهب وبيعها لأندية الدوريات الأقوى أوروبيًا.
احتاج النيجيري إلى موسم واحد فقط في سانت جيلواز للارتقاء إلى المستوى الأعلى، وخطفه نادي باير ليفركوزن، أحد أفضل فرق الـ «بوندسليجا»، بعدما نال لقب هداف الدوري الأوروبي 22-23، بالشراكة مع النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد، مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي المنتقل أخيرًا، بصيغة الإعارة، إلى أستون فيلا في البلد ذاته.
في بلاد الألمان، قدّم بونيفاس أوراق اعتماده مُبكرًا، وتُوِّج بجائزة «أفضل لاعب شاب» في كل شهرٍ من الأربعة الأولى للموسم.
وأسهم 14 هدفًا له في تتويج باير ليفركوزن، للمرة الأولى في تاريخه الممتد لأكثر من 120 عامًا، بالدوري الألماني. وأضاف الفريق، الذي يدرِّبه الإسباني تشافي ألونسو، لقب كأس ألمانيا، إلى حصاد موسمِه التاريخي، مُحقّقًا الثنائية المحلية، فيما خَسِر نهائي الدوري الأوروبي على يَدي أتالانتا الإيطالي، وعوَّض جماهيره بعدها بلقب السوبر المحلي.
وخلال احتفالات لاعبي الفريق بإنجازاتهم، شوهدت الجدّة برفقة حفيدها، وشاركته، بطلبٍ منه، حصدَ ثمارِ ما زرعتُه فيه من ثقة.
ومثلما تخطَّى أزمات التفكير في الاعتزال المبكر والإصابات البليغة في الركبة وأوتار الفخذ، طوى بونيفاس صفحة فشل انتقاله إلى النصر، الذي كان سيمنحه راتبًا أكبر، وصرَّح أخيرًا: «سأواصل اللعب والتحسن، وإذا فعلت ذلك أعتقد أن كل شيء آخر سيكون في مكانه الصحيح».

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات الرياضية.