نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الشارقة وروما يحتفيان بعلاقات تاريخية تمتد إلى 500 ألف عام - الخليج الان اليوم الخميس 6 فبراير 2025 04:48 مساءً
روما - وام
استعرضت إمارة الشارقة ضمن جهودها في مد جسور التواصل والحوار مع بلدان وثقافات العالم جانباً من تاريخها الثقافي عبر العصور القديمة في العاصمة الإيطالية روما، حيث كشفت عن شواهد تثبت حضورها التاريخي مركزاً تجارياً وثقافياً رئيسياً على طريق البهارات من خلال عرض أدوات حجرية آشولية تعود إلى 500 آلاف عام وأدلة توثق مسار الهجرة البشرية منذ 210 آلاف عام.
وفي هذا الإطار نظّمت «دائرة العلاقات الحكومية» في الشارقة، مساء أمس، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) والشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، حفل استقبال استضافت خلاله نخبة من كبار الشخصيات الدبلوماسية ورؤساء المؤسسات الثقافية والمعرفية والأكاديمية الإيطالية والإماراتية.
جاء ذلك على هامش معرض نظمته «هيئة الشارقة للآثار» بالشارقة وسط مدرج روما الشهير «كولوسيوم» تحت عنوان: «من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات» تضمن عدداً من المحاضرات والعروض التاريخية.
وأكدت الشيخة بدور القاسمي أن المعرض يمثل احتفاءً بالإرث التاريخي والثقافي لإمارة الشارقة.
وقالت: «تحكي الشارقة قصة تواصل إنساني، حيث تتشابك الثقافات والأفكار وتتداخل الأحداث التاريخية عبر قرون من العلاقات التجارية والتبادل الثقافي وهو ما يتجلّى بوضوح في موقع الفاية الذي يحظى بأهمية تاريخية كبيرة والمدرج على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة - اليونسكو -».
وأضافت الشيخة بدور القاسمي أن هذا المعرض إلى جانب عرض القطع الأثرية القديمة يمثل دعوة لتعزيز فهمنا لتراثنا المشترك ومن خلال إبراز دور الشارقة كنقطة محورية حيوية على طريق البهارات فإننا نؤكد أهمية الحفاظ على إرثنا الثقافي وتعزيز الروابط التي تتجاوز الحدود الجغرافية وتمتد عبر الزمن.
علاقات
من جانبه، أكد الشيخ فاهم القاسمي خلال الحفل أهمية المعرض في تعزيز العلاقات الثقافية والدبلوماسية بين الشارقة وروما.
وقال إن معرض «من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات» ليس مجرد استذكار لمحطات تاريخية بل هو تأكيد على أهمية التراث المشترك في بناء جسور التفاهم بين الحضارات.
وأضاف أن تنظيم هذا المعرض في قلب روما يعكس رؤية الشارقة في صون التراث الإنساني وتقديمه للعالم في سياق معاصر يثري المعرفة المتبادلة فنحن نؤمن بأن الثقافة ليست فقط انعكاساً للماضي بل هي أيضاً ركيزة لصياغة المستقبل وما نشهده اليوم هو نموذج عملي لكيفية استثمار هذا الإرث في تعزيز الحوار وترسيخ العلاقات الثقافية والدبلوماسية.
وقدّم عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، ندوة تحت عنوان «من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات» استعرض خلالها الدور الذي لعبته الشارقة كمركز تجاري وثقافي رئيسي في العصور القديمة.
وسلّط الضوء على الروابط التاريخية بين الموانئ العربية والمدن الإيطالية، موضحاً كيف شكلت الشارقة نقطة التقاء رئيسية ضمن طريق البهارات، حيث كانت القوافل والسفن التجارية تنقل السلع الثمينة من جنوب الجزيرة العربية إلى الموانئ الرومانية في البحر الأبيض المتوسط.
وأكد في ختام الندوة التزام هيئة الشارقة للآثار بالحفاظ على هذا الإرث التاريخي من خلال الأبحاث والدراسات التي تعزز الفهم المشترك بين الثقافات.
وقدّمت خلود الهولي السويدي مديرة إدارة التراث الثقافي المادي في هيئة الشارقة للآثار عرضاً بعنوان «إرث الشارقة الثقافي» استعرضت خلاله العمق التاريخي العريق للإمارة من خلال مكتشفاتها الأثرية وسلّطت الضوء على المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، حيث استعرضت موقع سهيلة الأثري الذي يضم فؤوساً حجرية آشولية تعود إلى 500,000 عام إلى جانب موقع الفاية والمُرشح للإدراج ضمن قائمة التراث العالمي اليونسكو والذي يعد شاهداً على الاستيطان البشري خلال العصر الحجري، وهو من المواقع الفريدة التي تحتوي على أدلّة طبقية موثّقة تعكس مسار الهجرة البشرية عبر الطريق الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، ويعود تاريخه إلى 210,000 عام وتشكل هذه المكتشفات أدلة حية تؤكد الدور المحوري للشارقة في التاريخ الإنساني المشترك، حيث ربطت الجزيرة العربية بأفريقيا والعالم لتكون ممراً رئيسياً في انتشار البشر الأوائل.
ويعكس التزام الشارقة بحماية تراثها الثقافي وجود 6 مواقع أثرية مدرجة على القائمة التمهيدية للتراث العالمي اليونسكو من بينها موقع الفاية الأثري المُرشح رسمياً للإدراج وتشمل الكنوز الأثرية الأخرى مواقع الفن الصخري التي يعود تاريخها إلى 7,000 عام في خطم الملاحة وخورفكان وموقع وادي الحلو الذي كان مركزاً لإنتاج النحاس في العصر البرونزي، بالإضافة إلى مليحة التي كانت مركزاً تجارياً هاماً في فترة ما قبل الإسلام.
وشكّل المعرض فرصة ليستكشف الحضور المعروضات التي تسلط الضوء على دور الشارقة التاريخي كمركز حضاري وتجاري على طريق البهارات القديم من خلال عرض قطع أثرية نادرة ووسائط رقمية تفاعلية وعروض توضيحية تعكس أهمية الموقع الجغرافي والثقافي للإمارة.