شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: الدول العربية "مصدومة" فهل تستطيع مقاومة مخطط ترامب لقطاع غزة؟! - الخليج الان ليوم الجمعة 7 فبراير 2025 03:30 صباحاً
منذ ما قبل إنتخابه رئيساً للولايات المتحدة، كان دونالد ترامب قد تحدث عن خارطة إسرائيل، التي يفكر دائماً في كيفية توسيعها، إلا أن الدول العربية، كما هي العادة، تفاجأت بما طرحه، في الأيام الماضية، من مخطط يقوم على أساس تهجير سكان قطاع غزة من أرضهم، طالباً من مصر والأردن إستقبالهم، وكأنها لم تسمع من قبل بما يفكر فيه من مشاريع، أو أنها لم تكن تراقب التصريحات الإسرائيليّة، خلال العدوان على قطاع غزة، التي كانت تدعو سكانها إلى النزوح نحو مصر.
في هذا السياق، لا تزال الدول العربية، لا سيما مصر والأردن، تؤكد رفضها مخطط ترامب، على عكس ما هو حال إسرائيل التي رحبت بهذه الخطوة، التي ستساعدها على التخلص من أزمة خطيرة من وجهة نظرها، إلا أن الرئيس الأميركي، في جميع تصاريحه، يؤكد أن المعترضين سيوافقون في نهاية المطاف، في وقت كانت قد برزت معلومات إسرائيليّة عن أن الخيار قد يكون مناطق أخرى، منها: صوماليلاند (منطقة شبه صحراوية تقع على ساحل خليج عدن، كانت محمية بريطانية ثم حصلت على استقلالها في عام 1960 واندمجت مع الصومال، التي كانت تحتلها إيطاليا، لتكّنا معاً جمهورية الصومال، ثم انفصلت وأعلنت استقلالها في عام 1991 عقب الإطاحة بالرئيس الصومالي السابق سياد برى)، بونتلاند (ولاية صومالية تتمتع بحكم ذاتي واسع، وهي شبه مستقلة عن الحكومة المركزية في الصومال)، المغرب.
في مطلق الأحوال، يبقى الأساس هو ما تملكه الدول العربية الرافضة من أوراق قوة، تستطيع أن تضغط بها لمنع تحقيق هذا المخطط، حيث تشير مصادر فلسطينيّة، عبر "الخليج الان"، إلى أن هذا الأمر لا يمكن أن يكون عبر البيانات الإعلامية، التي لن تستطيع أن توقف هذا المشروع، خصوصاً بعد الذي حصل في قطاع غزة على مدى أشهر من العدوان الإسرائيلي، حيث كانت هذه الدول تكتفي بإصدار بيانات الإدانة والشجب، من دون أي خطوة عملية تذكر.
من وجهة نظر هذه المصادر، لدى الدول العربية العديد من أوراق القوة التي تستطيع أن تستخدمها، إلا أنّ هذا الأمر يتطلب وجود القرار الفعلي بإستخدامها، لا الرفض العلني في حين تكون هي شريكة في المخطّط سراً، لا سيّما أنّ التجارب الماضية تثبت هذا النهج، الأمر الذي تعود، في نهاية المطاف، تلك الدول لتدفع ثمنه، مع ما سيكون له الكثير من التداعيات على أوضاع بعضها الداخلية، تحديداً مصر والأردن.
بالنسبة إلى المصادر نفسها، قد تكون عمان والقاهرة جادتين في رفض هذا المخطط، لكن ما ينبغي البحث فيه هو قدرتهما على مقاومة الضغوط الأميركية، في حال لم يكن هناك من موقف عربي داعم بقوة، على إعتبار أنّ واشنطن قد تعمد إلى إستخدام أكثر من ورقة، إقتصاديّة أو أمنيّة، لإجبارهما على الرضوخ، كما أنها قد تذهب إلى الخيارات البديلة التي يتحدث عنها الإعلام، لا سيما أن صوماليلاند وبونتلاند منطقتان داخل الصومال، لا تحظيان باعتراف دولي بصفتهما مستقلتين، بينما المغرب لديه مصلحة في حلّ قضيّة الصحراء.
في قراءة مصادر أخرى، لن يكون من السهل مقاومة الضغوط الأميركيّة، لا سيما إذا ما كان ترامب مصراً على تنفيذ مخططه، نظراً إلى أنّ واشنطن وتل أبيب، في هذه الحالة، سيعملان على منع كل مشاريع إعادة الأعمار، التي ستكون أساسيّة لتثبيت أهالي غزّة في أرضهم، بالرغم من المواقف الفلسطينيّة الرافضة، وتضيف: "لن يكون من السهل تصور أنّ الدول العربيّة، التي من المفترض أن تلعب دوراً في عمليّة إعادة الأعمار، ستبادر من دون ضوء أخضر أميركي".
في المحصّلة، تشير هذه المصادر إلى أن التداعيات لن تقتصر على الدول المعنية بهذا المشروع، بل ستشمل أيضاً جميع الدول التي تستقبل لاجئين فلسطينيين، لا سيما لبنان وسوريا، على إعتبار أنه، في إطار مشاريع تهجير سكان غزة، لن يكون من الممكن تصور إستمرار الرهان على حقّ العودة في ظل التحديات التي تواجه وكالة "الأونروا".