نستعرض معكم أعزاءنا الزوار أبرز وأحدث الأخبار كما تجدونها في السطور القادمة دراسة تكشف عن آليات تأثير مركبات زيت الزيتون على جينات السكري - الخليج الان لليوم الجمعة الموافق 7 فبراير 2025 11:06 صباحاً
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة Nutrients عن الآليات الجزيئية التي تؤثر من خلالها المركبات الحيوية في زيت الزيتون على الجينات المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني.
ومن خلال الدراسة، ركز الباحثون على دور هذه المركبات في تحسين حساسية الإنسولين. وتسلط الدراسة الضوء على مسارات جينية محددة تتأثر بمركبات زيت الزيتون، ما يفتح آفاقا لفهم كيفية مساهمتها في تحسين الصحة الأيضية.
ومع إصابة أكثر من 537 مليون بالغ بمرض السكري حول العالم، أصبح البحث عن حلول غذائية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
وتلعب المكونات الغذائية دورا محوريا في الوقاية من الأمراض غير المعدية، مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد ارتبط زيت الزيتون، الذي يعد عنصرا أساسيا في النظام الغذائي المتوسطي، منذ فترة طويلة بفوائد صحية، خاصة في تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الالتهابات.
وتحتوي المركبات النشطة حيويا في زيت الزيتون، مثل الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (MUFA) والبوليفينولات، على خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات. ومع ذلك، ظلت الآليات الجزيئية الكامنة وراء هذه الفوائد غير واضحة. وتشير الدراسات الحالية إلى أن هذه المركبات تؤثر على مسارات رئيسية تتعلق بعملية التمثيل الغذائي للجلوكوز، والالتهابات، وتنظيم الدهون.
ويعد حمض الأوليك، وهو أحد الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، المكون الرئيسي لزيت الزيتون.
وأظهرت الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بهذه الأحماض تحسن التحكم في مستويات السكر في الدم من خلال تعزيز إشارات مستقبلات الإنسولين وزيادة امتصاص الجلوكوز في العضلات الهيكلية. كما أن حمض الأوليك ينشط مستقبلات PPAR-α التي تنظم عملية التمثيل الغذائي للدهون وتقلل من السمية الدهنية، وهي أحد العوامل الرئيسية المسببة لمقاومة الإنسولين.
وتعتبر البوليفينولات، مثل الهيدروكسي تيروسول والأوليوروبين، من مضادات الأكسدة القوية الموجودة في زيت الزيتون البكر الممتاز.
وتعمل هذه المركبات على تقليل تطور مرض السكري من النوع الثاني من خلال تعديل المسارات الالتهابية، مثل بروتين "العامل النووي المعزز لسلسلة كابا الخفيفة في الخلايا البائية النشطة" (NF-κB)، ما يقلل من إنتاج السيتوكينات الالتهابية مثل بروتين "عامل نخر الورم ألفا" (TNF-α) والسيتكوين "إنترلوكين 6" (IL-6) كما تؤثر البوليفينولات على مسارات إشارات "بروتين الكيناز المنشط بالميتوجين" (MAPK)، ما يحسن وظيفة مستقبلات الإنسولين ويقلل من الالتهابات الخلوية. وعلاوة على ذلك، تنشط البوليفينولات عامل النسخ Nrf2، وهو بروتين يقوم بعدة وظائف أهمها أنه منظم رئيسي للدفاعات المضادة للأكسدة، ما يعزز مرونة الخلايا ضد الأضرار التأكسدية.
وتعمل مركبات زيت الزيتون على تحسين بقاء خلايا بيتا، وهي ميزة مهمة لمرض السكري من النوع الثاني، من خلال تنظيم استجابة الإجهاد في الشبكة الإندوبلازمية (ER) وتحسين وظيفة الميتوكوندريا.
وبالإضافة إلى تحسين حساسية الإنسولين، يؤثر زيت الزيتون على عملية التمثيل الغذائي للدهون. وتقلل الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة من مستويات الأحماض الدهنية الحرة (FFA) في الدم، والتي تساهم في مقاومة الإنسولين. كما تعزز هذه الأحماض أكسدة الدهون عبر تنشيط مستقبلات PPAR-α، ما يقلل من تراكم الدهون في الأنسجة غير الدهنية.
ويؤكد الباحثون على الحاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية لتحديد الجرعات المثلى من زيت الزيتون واستراتيجيات التغذية الشخصية. كما يشددون على أهمية توحيد معايير إنتاج زيت الزيتون لضمان تحقيق أقصى فائدة صحية.
نقلا عن روسيا اليوم
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل